الجديد برس : مقالات واراء
بقلم / رضوان سبيع
وأخيراً وبعد حياة زاخرة وحافلة بالعطاء هاهو الفارس يترجل بعد أن ناضل نضالاً ليس بالإمكان أن يصنعه سوى الشرفاء والأحرار وبشجاعة واستبسال وتضحية لا يمكن أن يجيدها سوى رجال الرجال اﻷبطال هاهو يرحل مطمئناً بعد أن استبسل وحارب وجاهد في سبيل الله ونصرة المستضعفين ومن أجل الوطن الذي عاش مسخراً لحياته ومكرساً كل جهوده وطاقاته ذائداً ومدافعاً عن كرامته وسيادته واستقلاله دفاع الرجال الأبطال في ساحات وميادين الشرف والبطولة في مواجهة تحالف العدوان الصهيوأعرابي وكل اذنابه وأدواته الداعشية .
ومما لا يخفى على أحد أن للشهيد تاريخ جهادي حافلاً بأروع الملاحم البطولية وله نضال مشهور معلوم تحكيه الكثير من قصص وحكايات اﻷبطال الشجعان والتي عادة ما تستوطن صفحات التاريخ المشرقة لكي تحكي للأجيال تفاصيل حياة العظماء وأحداث الملاحم البطولية التي سطروها .
تماماً وكما هي العادة في أن يسطر التاريخ منصفاً في أنصع صفحاته كل من عرفوا واشتهروا بكونهم اﻷكثر ثراءاً نظراً لما يمتلكونه من أرصدة التضحية والنضال والإستبسال التي قاموا بجمعها ومن ثمّ توديعها في بنك الإستثمار الناجح والتجارة الرابحة ” وما تقدموه ﻷنفسكم من خير تجدوه عند الله ” .
وهذا هو ما أجاده الشهيد الخالد لطف القحوم صاحب التاريخ النضالي والجهادي اﻷكثر إشراقا وقد تجلى كل ذلك بداية بدوره الثقافي الفني التعبوي حيث لا يختلف اثنان في اﻷثر الكبير الذي كان يمثله في مجال الحشد والتعبئة العامة وكل الأنشطة والفعاليات الرامية إلى توحيد الصف الوطني وتوعوية واستنهاض وحشد الجماهير الشعبية للتحرك الجاد والفاعل نحو معركة الإنتصار لسيادة الوطن وكرامة الشعب في مواجهة عدوان مملكة قرن الشيطان وحلفها اﻷعرابي الأمريكي الصهيوهابي حيث كان للشهيد وللزوامل واﻷناشيد القوية والحماسية التي صدعت بها حنجرة بن القحوم الذهبية وكانت خير معبر عن موقف ولسان حال اليمنيين وعن بسالة وصمود وعنفوان وشجاعة وإقدام اليمن التي تغنى وزمجر بها المنشد القحوم وبذلك الصوت المجلجل الذي ومثلما كان له اﻷثر الكبير في حث وتحفيز الجماهير اليمنية ودفعهم نحو خطوط المواجهة وخنادق الصمود والثبات والصبر والاستبسال رغم كل ما تعرض له الشعب نيجة لصلف وبشاعة الإجرام والحصار المرتكب بحقه والمفروض عليه من قبل تحالف العدوان .
فقد كان لطف القحوم وصوته المزمجر بالإباء والعزة والكرامة والشدة والصلابة اليمنية بمثابة نذير شؤم وباعث قلق وطوفان رعب أقض مضاجع اﻷعداء وزلزل عروش إمبراطوريات دول الإستكبار العالمي الغربي الصهيوأمريكي ومن يلف لفها ويدور في فلكها من أتباعها وأذيالها وأدواتها المتمثلة في مشيخات وممالك وتنظيمات اﻷعراب والتكفيريين المتصهينين .
كما أنه وأمام الدور الكبير والعمل العظيم والمؤثر والفاعل الذي كان يضطلع به البطل المقدام المنشد الشهيد لطف القحوم من خلال وجوده على رأس الجبهة التعبوية والذي إن كان لنا أن نصف أو نقيم دوره فيها ، فعلينا أن نعي أن من نتحدث عنه هو المناضل والثائر والمجاهد المقاتل بلسانه وسنانه .
إنه لطف القحوم وما أدراك ما لطف القحوم ؟؟؟ !!!
فياترى ماذا يمكننا أن نقول عنه وكيف لنا أن ننصفه ونفي بحقه ؟؟ !!
حينها لا شك في أننا سنجد أن النتيجة الحتمية هي أننا لن نستطيع أن نفي بحقه حتى لو سخرنا كل ساعات أيامنا والليالي ﻷجل ذلك في تصنيف وتأليف المجلدات التي يبدو ومهما كان حجمها فلن يكون بإممانها أن تحتوي ما يفي بحقه أو حتى يصل إلى الحد الذي يقارب مستوى وحجم ما قدمه الشهيد الناطق بلسان المستضعفين كيف لا وهو الذي كان جبهة لوحده وكان بمثابة إن لم يكن أكبر من كل مؤسسات ودوائر التوجيه المعنوي .
لكن الشيء المدهش وأكثر ما يلفت النظر بل إن الشيء الذي يستدعي المرء ويرغمه إجبارياً ﻷن يقف ويطيل التأمل هو أن الشهيد البطل المجاهد لطف القحوم ورغم الدور الكبير الذي كان يمثله في مقارعة قوى الإستكبار والظلم والطغيان منذ أن انخرط في صفوف المسيرة القرآنية ومنذ إنطلاقها وشارك في كل المنعطفات والمراحل الجهادية فيها إلا أنه لم يكتفي بدفاعه عن الوطن من خلال الدور الذي يقوم به ويقدمه إنطلاقاً من المجال الذي أجاده وتخصص وتميز وبرز فيه فقد أصر الشهيد وبالرغم من كل ذلك على أن يكون حاضراً وله بصماته الخاصة في صناعة الإنتصار مباشرة ومن قلب الميدان وأرض الواقع حيث كان يصر على التواجد والحضور الدائم والمستمر في كل جبهات الصراع والمواجهة ضد قوى العمالة والخيانة وعصابات مرتزقة خزائن براميل البترودولار الصهيوهابية .
وفي الوقت ذاته وبالرغم من إدراكي أن رجلاً هكذا حاله يعتبر رجل نادر واستثنائي إلا أنه أمر معقول ومتوقع وليس فيه أي غرابة بالنسبة لشهيدنا المعظم الذي اصطفاه الله إلى عليائه بعد أن كرس كل حياته مجاهداً وذائداً عن دينه وعن عرضه وأرضه ومدافعا يذود عن سيادة وطنه وكرامة شعبه وبسلاح الحديد والنار مرابطاً في كل ميادين العزة والكرامة كأي جندي مخلص ومتفاني في حماية وطنه والعمل ليل نهار حارسا ومدافعا عن عرضه وأرضه .
فسلام الله تعالى ورحمته ورضوانه علىٰ روح شهيدنا الخالد بصوته الصادع لنصرة الحق وأهله والمرعب والزاهق للباطل وحزبه وعلى أرواح رفاقه الشهداء الأبرار .
تعازينا ومواساتنا لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم وفي المقدمة أسرة آل القحوم السابقين اﻷولين في ساحات النضال وميادين التضحية والإستبسال في سبيل التحرر والإستقلال .
وﻻ نامت أعين الجبناء
إنّا لله وإنّا إليه راجعون