الجديد برس:
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الإدارة الأمريكية نصحت “إسرائيل” بتجنب توسيع الحرب الدائرة حالياً، من خلال الحفاظ على عدم توجيه ضربة كبيرة لحزب الله اللبناني.
وأشارت الصحيفة إلى علم المسؤولين الأمريكيين أن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، ومسؤولين عسكريين إسرائيليين آخرين، يؤيدون توجيه ضربة وقائية لحزب الله، لافتةً إلى أن رئيس وزراء “إسرائيل”، بنيامين نتنياهو، حذر من ذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وكبار مساعديه، “يحثون القادة الإسرائيليين على عدم تنفيذ أي ضربة كبيرة ضد حزب الله”، مشيرين إلى أن أي ضربة كهذه يمكن أن “تجر الحزب إلى الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس”.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن بعض الأعضاء الأكثر تشدداً في حكومة الحرب الإسرائيلية، “أرادوا مواجهة حزب الله”، وذلك حتى عندما بدأت “إسرائيل” في عدوانها على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر الجاري.
وحسب “نيويورك تايمز”، فإن الأمريكيين نقلوا للإسرائيليين ما يمكن أن يواجهوه من “صعوبات في قتال حماس في الجنوب، وحزب الله الأكثر قوة في الشمال”، حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن “إسرائيل” ستواجه حينها صعوباتٍ في حربٍ على جبهتين، وأن مثل هذا الصراع يمكن أن يجذب الولايات المتحدة وإيران.
وتكشف الجهود التي بذلها كبار المسؤولين الأمريكيين لمنع هجومٍ إسرائيلي على حزب الله، عن مخاوف إدارة بايدن بشأن التخطيط الحربي لرئيس الوزراء الإسرائيلي ومساعديه، وأن ذلك يتضح حتى في الوقت الذي تسعى فيه الحكومتان إلى تقديم جبهةٍ موحدة وقوية في العلن، حسبما قالت الصحيفة الأمريكية.
ويخشى المسؤولون الأمريكيون أن يوافق نتنياهو على توجيه ضربةٍ وقائية لحزب الله، وذلك على الرغم من أن هذه المخاوف قد تراجعت في الوقت الحالي، إلا أنها لا تزال قائمة بشأن احتمالين، وهما رد فعلٍ إسرائيلي مبالغ فيه على هجمات حزب الله الصاروخية، إضافةً إلى ما أسمته الصحيفة “التكتيكات الإسرائيلية القاسية في الهجوم البري المتوقع ضد حماس في قطاع غزة”، مشيرةً إلى أن الدخول البري من شأنه أن يجبر حزب الله على الدخول في الحرب.
وأفادت الصحيفة في تقريرها أن المسؤولين الأمريكيين نصحوا نظراءهم الإسرائيليين، في اجتماعات هذا الأسبوع، بالحرص على ألا تعطي أفعالهم في الشمال ضد حزب الله، وفي الجنوب في قطاع غزة “ذريعةً سهلة لحزب الله لدخول الحرب”.
وقال المسؤولون إن “أحد أكبر المدافعين عن الهجوم الوقائي على حزب الله، هو وزير الأمن الإسرائيلي”، وأنه قال إن “الجهد العسكري الرئيسي لإسرائيل يجب أن يركز على حزب الله لأنه يشكل تهديداً أكبر من حماس”.
وأوضح شخص مطلع على مناقشة تمت، الإثنين، بين غالانت ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الوزير الإسرائيلي دعا في الأسبوع السابق إلى شن ضربةٍ وقائية على حزب الله، ولكنه تمم نقضه من قبل مسؤولين آخرين.
وذكر مسؤولون أن بايدن شدد خلال زيارته كيان الاحتلال، الأربعاء، ولقاءه مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، والذي كان غالانت حاضراً فيه،على مخاطر الحرب على جبهتين، وأنه أوضح ذلك من خلال “طرح أسئلة صعبة بشأن العواقب العديدة التي قد تترتب على صراع واسع النطاق مع حزب الله على إسرائيل”.
ولفت المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون الذين تحدثت معهم الصحيفة إلى أن نتنياهو “امتنع في الوقت الحالي عن دعم هجومٍ كبير على حزب الله”، وذلك على الرغم من تشجيع غالانت وكبار الجنرالات العسكريين.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الجيش الإسرائيلي يمتنع عن الرد حتى الآن بقوةٍ أكبر على إطلاق الصواريخ المستمر من حزب الله باتجاه نقاطه وتواجده على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، لكنها أشارت إلى أن “الأحداث السريعة الحركة للحرب يمكن أن تغير ذلك”.
الصحيفة الأمريكية في ختام تقريرها، نقلت عن المسؤولين الذين تحدثت إليهم، أن الأحداث الأخيرة تتضمن تحليلاً مفاده أن “الانقسامات العميقة في إسرائيل بشأن التعديلات التي كان قد اقترحها نتنياهو على السلطة القضائية، جعلت الجيش الإسرائيلي أضعف”.