الجديد برس:
أفادت وسائل إعلامٍ إسرائيلية، اليوم الإثنين، بإطلاق صواريخ باليستية ومجنحة من اليمن باتجاه كيان الاحتلال، فيما أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية “العال” أنها ستتخلى عن التحليق فوق الأجواء السعودية.
وقالت قناة “i24” الإخبارية “الإسرائيلية” الناطقة بالفرنسية، إن الصواريخ القادمة من اليمن، تم رصدها فوق إيلات، متحدثةً عن اعتراض أحد الصواريخ من قبل سلاح البحرية الأمريكي شمالي البحر الأحمر.
ومع تزايد الهجمات المُنطلقة من اليمن باتجاه كيان الاحتلال، ومع التهديدات اليمنية المتواصلة، علقت شركة “العال” الإسرائيلية للطيران، فجر اليوم الإثنين، تحليق طائراتها فوق الأجواء السعودية.
بدورها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية،أن تعليق الطيران يأتي في أعقاب الوضع الأمني المضطرب الذي تعيشه “إسرائيل”، والمتواصل منذ اندلاع معركة “طوفان الأقصى”.
ويأتي ما ذكره الإعلام الإسرائيلي بعد يومين على إعلانه اعتراض سلاح الجو الإسرائيلي طائراتٍ يمنية مسيرة في سماء البحر الأحمر، قائلاً إنها أطلقت من اليمن باتجاه كيان الاحتلال.
هجومين ضد قوات إسرائيلية في إريتريا
وفي وقتٍ سابق، كشفت مصادر عسكرية في إريتريا عن هجومين تعرضت لهما قوات إسرائيلية في إريتريا، بالتزامن مع معركة “طوفان الأقصى”.
ونقلت قناة “الميادين” عن المصادر قولها يوم الخميس، إن الهجوم الأول وقع في قاعدة إسرائيلية في أرخبيل دهلك، وأن هجوماً آخر استهدف أعلى قمة في جبل “أمبا سوير”، والتي تتخذ منها القوات الإسرائيلية مركز مراقبة في البحر الأحمر.
وأوضحت المصادر أن القوات الإسرائيلية تتركز في أكبر قاعدة لها في الخارج في أرخبيل دهلك، ويضم أسطولها الجوي عشرات المقاتلات، من مختلف الأنواع.
وأكدت المصادر مقتل ضابط وسط تكتم إسرائيلي شديد، بينما لم تتبنَّ أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن الهجومين.
صنعاء فتحت جبهة خطرة أمام “إسرائيل” بانضمامها للحرب
وفي السياق، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية، الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إن اليمن انضم إلى المعركة ضد “إسرائيل” عبر صواريخه الجوالة والمسيرات التي تم اعتراضها من قبل البحرية الأمريكية.
وأضاف بن مناحيم، الذي سابقاً شغل منصب المدير العام لهيئة الإذاعة الإسرائيلية، في منشور له عبر منصة “إكس”، أنه يجري الحديث عن مرحلة جديدة وخطرة وفتح جبهة جديدة ضد “إسرائيل”، في إشارة منه إلى تدخل صنعاء.
وتابع بن مناحيم أن “إسرائيل تستطيع مواجهتها، لكنها ستكون بحاجة مساعدة الولايات المتحدة أيضاً”.
جبهة خامسة تشغل “إسرائيل”
من جهته، أكد معلق الشؤون العسكرية في “القناة الـ13” العبرية، ألون بن ديفيد، أن اليمن جبهة خامسة تشغل كيان الاحتلال، مشيراً إلى طائرات مسيّرة أُطلقت من اليمن في اتجاه “إسرائيل”.
وأشار إلى أن اليمن جبهة خامسة تُقلق “إسرائيل”، في هذه الأيام، بالإضافة إلى قطاع غزة، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، يُشغل اليمن كيان الاحتلال من جهة الجنوب.
وقال معلق الشؤون العسكرية في “القناة الـ13” الإسرائيلية، ألون بن ديفيد، إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي اعترضت “تهديدات” في سماء البحر الأحمر، مضيفاً أن “طائرات مسيرة أُطلقت من اليمن نحو إسرائيل”.
صنعاء: سنواجه أي حماقة إسرائيلية باقتحام غزة
ويوم أمس، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، إن “الطرف الأمريكي يهدد بعودة الحرب في اليمن، لمنع الشعب اليمني من القيام بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني”.
وأكد المشاط، خلال تدشين أنشطة اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى رسمياً، أن موقف الجمهورية اليمنية واضح وهو إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، على كامل التراب الوطني الفلسطيني، مشيراً إلى أنه “لا يوجد لدينا شيء اسمه أراضي 48 أو 67”.
وكشف أن “هناك غرف عمليات مشتركة وجهوداً تراقب وتعمل لمواجهة أي حماقة صهيونية إذا اقتحمت برياً غزة، ونحن نراقب الوضع عن كثب”.
وأشار إلى أن “ما يقوم به الشعب اليمني هو أقل واجب إيماني وديني وأخلاقي وإنساني”، مشدداً على أن “المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تحتم على الجميع التحرك”.
وأكد المشاط أن “الحرب في فلسطين أضحت حرباً على الإسلام، يتحشد فيها الغرب والولايات المتحدة إلى جانب العدو الصهيوني”، مستهجناً في الوقت نفسه “من بقاء الموقف العربي والإسلامي دون المستوى المطلوب في هذه المواجهة والهجمة الشرسة”.
وقال إن “معركة طوفان الأقصى انطلقت وستدمر كل ما بنته قوى الاحتلال والإمبريالية العالمية”، مشدداً على أنه “لا يوجد في المنطقة العربية شيء اسمه إسرائيل”.
وتوجه المشاط إلى الفلسطينيين قائلاً: “الكل معكم.. الشعوب وحركات المقاومة معكم.. حتى تنهزم هذه الهجمة الشرسة”، مشيراً إلى أن “رفع العدو لسقوفه مجرد عنتريات فارغة”.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء إلى أن “الغرب هرب من مشاكله وحروبه بتصدير اليهود إلى الوطن العربي، وأوجد كياناً لهم خارج طبوغرافيا المنطقة”.
وقبل أيام أكد المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، في بيان، أن “صنعاء تراقب الوضع عن كثب، ولن تقف مكتوفة الأيدي تجاه حرب الإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزة”، مشدداً على أن “تجاوز الخطوط الحمر يحتم على صنعاء القيام بواجبها الديني والمبدئي تجاه ذلك”.
من جهته، قال عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، إن “المعركة ضد العدو الإسرائيلي قائمة”، مؤكداً أن حركة “أنصار الله” على تنسيق دائم مع كل جهات محور المقاومة.
وفي 22 أكتوبر الجاري، قال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال في صنعاء، عبد العزيز بن حبتور، إنه إذا استمر الاعتداء على غزة، فستتعرض السفن الإسرائيلية للضرب في البحر الأحمر، مضيفاً أن صنعاء ساهمت وستساهم، عبر كل الإمكانات، في الرد على المجازر في غزة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، تحدثت الأسبوع الماضي عن صواريخ ذات رؤوس حربية، تزن “ما مجموعه 1.6 طن”، أطلقتها حركة “أنصار الله”، في اتجاه منطقة الفنادق في “إيلات”.
وبالإضافة إلى الصواريخ، أطلقت “أنصار الله” 15 طائرة مسيرة انتحارية، تحمل كل منها رأساً حربياً وزنه نحو 40 كلغ، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وفي السياق، نقل الإعلام الإسرائيلي تقدير المتحدث باسم البنتاغون أن “مدى الصواريخ التي أطلقها “أنصار الله” قبل أسبوع كان أكثر من 2000 كلم، وعليه فإن هذه الصواريخ كان بإمكانها الوصول إلى إسرائيل”.
من جهتها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن حركة “أنصار الله” في اليمن “أطلقت 5 صواريخ كروز”، كما “أطلقت نحو 30 طائرة من دون طيار في اتجاه إسرائيل، في هجوم كان أكبر مما وصفه البنتاغون في البداية”.
وكان الإعلام الإسرائيلي قد كشف بأن هناك تقديرات في “إسرائيل” بشأن احتمال إطلاق صواريخ من اليمن والعراق، رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
يُذكر أن قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، كان قد أعلن في الأسبوع الأول لبدء عملية “طوفان الأقصى”، أن “اليمن مستعد للمشاركة بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات المسيرة لمساندة المقاومة الفلسطينية” وذلك في حال تجاوز الاحتلال الإسرائيلي “الخطوط الحمراء” الذي ألمح إلى أنه تم تحديدها ضمن التنسيق مع محور المقاومة.
وأكد الحوثي أن من ضمن هذه الخطوط الحمراء “تدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً بشكل مباشر في المواجهة لمساندة كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية”.
وأضاف أن هناك “خطوط حمراء تتعلق بالوضع في غزة” وأن هناك تنسيق مستمر مع محور المقاومة ومع الفصائل الفلسطينية في هذا السياق، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى أن المحور سيتدخل في حال اجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة برياً.
وشدد قائد حركة “أنصار الله” على أن الشعب اليمني حاضر لفعل كل ما يستطيع فعله لأداء واجبه المقدس بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.