المقالات

أنت الحي يا شهيد

الجديد برس

بقلم / نصر الرويشان

لكل إنسان منا عمر يعيش فيه فترة من الزمن ومهما كانت هذه الفترة قصيرة أو طويلة فإن لها نهاية حتمية عي الموت . يخدع الكثير منا الأمل المعقود الذي من خلاله تنطلق رغباتنا دون عنان يتحكم بها ، ومع ذلك يظل الإنسان يكد ويتعب ويلهث وراء ملذات دنيوية قد تصل به إلى مرحلة الضياع والعبث والوقوع في كل محرم من أجل إشباع رغبات عابرة .

ومهما طال بنا الأمل فإن الموت يدركنا لا محالة ولكن الله سبحانة وتعالى الذي يريد للإنسان كل خير يمنحنا فرصة لا تتكرر للخروج من هذا المربع المضني والمتعب الذي يجعل من حياتنا عبارة عن طريق ينتهي بنا للموت المؤكد .

تلك الفرصة الثمينة هي الشهادة في سبيل الله وتأتي هذه الفرصة الثمينة من خلال معرفة الحق والوقوف معه ورفض الظلم والطغيان والوقوف ضد الباطل بكل قوته وإمكاناته وقدراته ،ومهما كان الوقوف مع الحق مر ومتعب ومضني إلا أنه دليل إنصياع وطاعة لأوامر الالهية وما هي إلا مرحلة إختبار مزمنة بفترة قد تقصر أو تطول ولكنها في نهاية المطاف أجر عظيم وثواب جزيل سواء إنتهى هذا المطاف بنصرة الحق وإعلاء كلمة الله سبحانه وتلاشي الباطل وإنحسار الظلم ونصرة المظلومين ،أو بنيل الشهادة العظيمة والإرتقاء الرباني في منزلة هي الأعظم والأكبر بين كل المنازل الآخروية التي أعدها الله لعبادة المتقين.

الشهادة هي أمنية وهي لحظة قرار فاصل وتصميم إيماني لتحظى بهذا الفضل أم تكون من الخاسرين ،وهذه اللحظة الفاصلة لا تكون عابرة وإنما تتأتى عن طريق إيماني طويل ومعرفة حقيقية للخالق سبحانة وسنتة في خلقة ،وثقة تنبع من هذة المعرفة لتكون لحظة الإستثمار الحقيقي بعد طول إناة وتفكير عميق للمصير المحتوم فيحصل بذلك المؤمن الصادق على توفيق بنيل الشهادة العظيمة فيحيا حياة الخلود ويكون الحي عند ربه بلا موت وفي نعيم مقيم .

يرحل الكثير ولا يستثمر إلا القليل النادر من قرروا الإنضمام لمسيرة الحق وموكب الإباء ،لتتخلد تلك الأسماء وتحفظ في كل ذاكرة وتتباهى بها كل مخلوقات السماء ومن هم من خيرة خلق الله من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. تلك الأرواح التي ترحل إنما هي ترحل عن الموت والفناء ترحل للبقاء والخلود والحياة الخالدة في رعاية إلاهية وبصحبة نبوية شريفة فهنيئا” لها من أرواح. يا شهيد أنت الحي الذي لا يموت والباقي الذي الذي لا يبلى جسدة ،فما أزكى رائحة دمائك وما أروع الموقف وما أعظم المبدأ . أنت الشهيد الذي صدقت في وعدك وثبت إيمانك وعظم أجرك وكبر فضلك .

يا شهيد كل مافيك آية من الصبر والثبات والتقوى والزهد والإيمان وكل ما فينا من ما هو إلا إنحسار وعي وضعف مبدأ وإيمان ناقص فهل نسلك طريق الحياة والخلود كما سلكت.

فخرنا أنتم مجدنا أنتم أيها الشهداء أيها العظماء أيها الأحياء.