الجديد برس:
أعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن خشيتها من تبعات تنفيذ قوات صنعاء عملية احتجاز لسفينة “جالاكسي ليدر” في البحر الأحمر، متحدثة عن أن أنصار الله “هددوا ونفذوا تهديدهم” مجدداً، وأن “هذا الأمر يعد تجاوزاً واضحاً للخط الأحمر ويلحق الضرر بالتجارة البحرية الإسرائيلية”.
وقال اللواء في الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي غابي سيبوني، إن لدى أنصار الله “قدرات ليست قليلة، ولا ينبغي الاستخفاف بتهديدهم، وأي رد إسرائيلي سيكون محدوداً ويتطلب تنسيقاً مع الأمريكيين”.
من جهته، أكد أوهاد حمو، معلق الشؤون الفلسطينية في القناة 12 الإسرائيلية، أن “سيطرة اليمنيين على سفينة إسرائيلية هو حدث مهم جداً، وليس فقط بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، بل بمهاجمة سفن إسرائيلية”.
وتابع: “تخيلوا لو كان على متن هذه السفينة إسرائيليين، والآن هم لدى اليمن، لكان هذا حدثاً مغايراً كلياً”، فاليمنيون هم من الأهم في هذه المنطقة من حيث التسليح والمعلومات، و”نحن نرى هنا تجاوزاً واضحاً للخط الأحمر، عندما يتم إلحاق الضرر بالتجارة البحرية الإسرائيلية، فإسرائيل ستجد الآن صعوبة في إرسال سفن عبر البحر الأحمر، هذا حدث مهم”.
بدوره، قال المذيع عوديد حداد في القناة 12 الإسرائيلية، إنه “عندما نرى إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، ونرى السلاح المتطور أكثر مما اعتقدنا أنه موجود لدى مجموعه مسلحة في صحراء اليمن، فإن السيطرة على سفينة بهذا الحجم، قد يشير لنا إلى الارتقاء درجة في المستوى المواجهة”.
وأضاف أن “إسرائيل” تهاجم من قبل اليمنيين منذ فترة، وأطلقوا نحونا صواريخ ثقيلة وليس مقذوفات من غزة، متابعاً: “أنا أفترض أن إسرائيل تدرس رداً مقابلاً.. فنحن رأيناهم منذ سنوات يحددون إسرائيل كهدف واليوم ينفذون هذا للأسف الشديد”.
من جانبه، قال حيزي سيمانتوف، معلق الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية، إن “السفينة “يملكها كلياً أو جزئياً رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجر (أبراهام “رامي” أونغار) وعلى متنها يوجد أجانب، لا إسرائيليين، ويتم التحقيق معهم”.
وتابع: “يبدو لي أنه يوجد هنا خطة منهم لمهاجمة كل ما هو مرتبط بإسرائيل، وتهديد وإزعاج إسرائيل، إضافةً إلى الإزعاج الذي يشكله إطلاق الصواريخ نحو إيلات”.
مشكلة تصعب مواجهتها
من الناحية الاقتصادية، قال المعلق العسكري في القناة 12 الإسرائيلية، نير دفوري، إن “هذا الحدث من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد وعلى تأمين شحن البضائع الذي سيرتفع، لذا إسرائيل تقول إن هذه مشكلة عالمية”.
أما المحلل للشؤون الخارجية في القناة 12 نداف أيال، فاعتبر أنه “يجب أن تكون هذه مشكلة دولية، لكنها مشكلة أيضاً لنا بشكل خاص”.
كما اعتبر عاميت سيغل، المعلق السياسي في القناة 12 الإسرائيلية، أن “الحدث اليمني هدفه رفع الخطر ضد التجارة الإسرائيلية، ولإسرائيل تجربة سيئة في هذا الموضوع، فقد حصلت معركة بحرية بين الحروب مع إيران، وتمت مهاجمة عدة سفن إسرائيلية”.
“لا يوجد خيارات بديلة كثيرة”
أما الرئيس السابق لهيئة الشحن والموانئ الإسرائيلية ييجال ماور، فقد قال لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه “على الرغم من السيطرة على السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر لا يوجد خيارات كثيرة لتغيير طرق الشحن”.
وأوضح أن “البحر الأحمر ليس واسعاً، وحجم التجارة كبير جداً فيه، لدرجة أنه لا يوجد هنا الكثير من الحيل التي يمكن القيام بها”.
معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: محور المقاومة يضيّق الخناق علينا
كما أشار معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن “عمليات الإطلاق من اليمن باتجاه إيلات تكمل التضييق الخانق الذي يسعى “محور المقاومة” إلى فرضه على إسرائيل، بهدف خلق شعور بالحصار وغياب مكان آمن”.
وأضاف أن “هناك هدفاً مماثلاً يخدمه التهديد بمهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وبالتالي إغلاق الطريق الجنوبي إلى إسرائيل”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت مساء الأحد، أن السفينة “جالاكسي ليدر” التي استولت عليها قوات صنعاء في البحر الأحمر، تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي، على الرغم من نفي جيش الاحتلال ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي رابط.
وأصدر مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بياناً، وصف احتجاز قوات صنعاء “الحوثيين” لسفينة “جلاكسي ليدر” في البحر الأحمر بأنه “عمل إرهابي إيراني”، وقال إن “اختطاف السفينة عمل إرهابي إيراني وندين بشدة الهجوم الإيراني على سفينة دولية”، على حد زعمه.
وأضاف أن “25 من أفراد الطاقم من جنسيات مختلفة، بينهم بلغاريون وفلبينيون ومكسيكيون وأوكرانيون، لكن لا يوجد إسرائيليون، كانوا على متن السفينة المختطفة التي ترفع علم جزر الباهاما”، زاعماً أن السفينة بريطانية وتديرها شركة يابانية، وهو ما نفاه أول تصريح صادر عن مالك السفينة أبراهام (رامي) أونغار.
ووصف مكتب نتنياهو العملية بأنها “فعل إرهابي إيراني جديد يعتبر تصعيداً كبيراً ضد مواطني العالم الحر، كما ويخلق تداعيات دولية عندما يتعلق الأمر بأمن طرق الشحن الدولية”.
من جانبه، وصف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عملية احتجاز سفينة الشحن الإسرائيلية من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، بأنها “حادث خطير للغاية على نطاق عالمي”، لكنه زعم أيضاً: “هذه ليست سفينة إسرائيلية”.
وقال أدرعي في تصريح على منصة (إكس): “اختطاف سفينة النقل من قبل الحوثيين في البحر الأحمر يعتبر حادثاً خطيراً على المستوى العالمي”، مضيفاً: “السفينة ليست إسرائيلية فالحديث عن سفينة انطلقت من تركيا في طريقها إلى الهند وعلى متنها طاقم دولي دون أي إسرائيلي”. وهو ما رد عليه إسرائيليون وعرب بقولهم: “إذا السفينة ليست إسرائيلية شاغل بالك عنها لماذا”. وكذا تذكيره بأن “السفينة جالاكسي ليدر، مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار”.
من جهته، قال مسؤول عسكري أمريكي، إن “الاستيلاء على سفينة غالاكسي ليدر في البحر الاحمر يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ونطالب بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقهما”. وأضاف “سنتشاور مع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة بشأن الخطوات التالية المناسبة”.
ويصر المسؤولون الإسرائيليون على أن السفينة “جالاكسي ليدر” مملوكة لشركة بريطانية وتديرها شركة يابانية، ومع ذلك، فإن تفاصيل الملكية في قواعد بيانات الشحن العامة ربطت مالكي السفينة بشركة Ray Car Carriers، التي أسسها أبراهام “رامي” أونغار، المعروف بأنه أحد أغنى الرجال في “إسرائيل”.
وتؤكد شركة “أمبري” للأمن البحري أن “المجموعة المالكة لحاملة المركبات مسجلة باسم “راي كار كاريز”، Ray Car Carriers، والشركة الأم لهذه المجموعة مدرجة باسم “أبراهام رامي أونغار”، ومقرها في تل أبيب بإسرائيل”.
ويرى مراقبون أن “إسرائيل” تحاول إخفاء هوية السفينة وتحويل احتجازها إلى شأن عالمي من أجل حشد تدخلات دولية تضغط على صنعاء.
أول تعليق لمالك السفينة الإسرائيلية
وأكد رجل الأعمال الإسرائيلي، مالك شركة Ray Car Carriers، أبراهام (رامي) أونغار، في أول تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، ملكيته للسفينة المحتجزة من قبل قوات صنعاء “جلاكسي ليدر”.
وقال أونغار للوكالة: “نحن على علم بالحادث لكننا لا نستطيع التعليق، لأننا ننتظر التفاصيل”.
كيف حددت صنعاء هوية السفينة ولماذا الارباك الاسرائيلي
بدوره، أشار العميد عبدالله بن عامر -نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي لقوات صنعاء، بشأن هوية السفينه وقدرة قوات صنعاء في تحديد هوية السفن في البحر الأحمر.
وأوضح عامر أن “ارتباك الرواية الإسرائيلية قبل الإقرار النهائي بإسرائيلية السفينه نقولها وبكل صراحة أن القوات المسلحة اليمنية تستطيع وبإمكانياتها تحديد هوية معظم إن لم يكن كل السفن المارة في المسارات البحرية الثلاثة للملاحة الدولية في البحر الأحمر”.
وقال على حسابه في منصة (إكس): “ما يهمنا هنا هو الإشارة إلى أن عملية اليوم لم تحدث إلا بعد رصد دقيق وبعد التأكد أنها لرجل أعمال إسرائيلي وهذا الشخص أحد أبرز الداعمين الكبار لحكومته أي حكومة نتنياهو وله شركات عدة وتجارة عابرة للقارات”.
وأضاف: “ولهذا نجد أن حكومة نتنياهو سارعت إلى الإدانة وإلى استنفار كل جهودها للتحريض على اليمن لأنها تعلم أنها سفينة تابعة لإسرائيلي داعم لها وهو مستثمر كبير ويدعم الاستيطان ومقرب من كبار المسؤولين الإسرائيليين”.
كيف تم الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية؟
في السياق، كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن الطريقة التي اتبعتها قوات صنعاء، للسيطرة على السفينة الإسرائيلية واحتجازها في البحر الأحمر ومن ثم اقتيادها إلى السواحل اليمنية.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين أن من وصفتهم بالحوثيين “استولوا على سفينة غالاكسي ليدر عبر إنزال من طائرة مروحية”.
وأكد مسؤولان بوزارة الدفاع الأمريكية أن “الحوثيين” استولوا على السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر” (قائد المجرة) في البحر الأحمر بعد ظهر الأحد بالتوقيت المحلي.
وقال المسؤولون الأمريكيون، إن “الحوثيون” نزلوا على سفينة الشحن عن طريق الصد من طائرة هليكوبتر، مما يؤكد التفاصيل التي أوردتها شبكة “إن بي سي نيوز” لأول مرة. وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة الأمر علناً.
وفي تقرير لشبكة NBC الأمريكية، أفادت أن “الحوثيين” استخدموا طائرة هليكوبتر في عملية احتجاز السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر، فالسفينة مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغار، والتي كانت في طريقها إلى الهند، وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً، هبط مسلحين من الطائرة على سطح السفينة وسيطروا عليها.
أما عمليات التجارة البحرية التابعة للجيش البريطاني في المملكة المتحدة ، والتي تقدم تحذيرات للبحارة في الخليج العربي والمنطقة الأوسع، حددت أن عملية الاحتجاز حدثت على بعد حوالي 90 ميلاً قبالة ساحل مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، بالقرب من ساحل إريتريا.
فيما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر في حركة أنصار الله، قوله إن “عملية اعتراض سفينة “جالاكسي ليدر” تم تنفيذها بعيداً عن المياه الإقليمية لليمن”.
وأضاف المصدر أن “اعتراض سفينة “جالاكسي ليدر” تم بواسطة إنزال قوة خاصة من مروحية على متن السفينة ومرافقتها بزوارق تابعة لقوات صنعاء إلى سواحل الحديدة”.
وأظهرت بيانات التتبع عبر الأقمار الصناعية من موقع MarineTraffic.com، والتي حللتها وكالة “أسوشييتد برس”، أن سفينة Galaxy Leader كانت تسافر في البحر الأحمر جنوب غرب مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، منذ أكثر من يوم واحد.
وكانت السفينة في كورفيز، بتركيا، وكانت في طريقها إلى بيبافاف، بالهند، وقت مصادرة السفينة التي أبلغت عنها “إسرائيل”.
وبحسب الوكالة، فإن البيانات أظهرت أن جهاز تعقب نظام التعريف التلقائي الخاص بالسفينة الإسرائيلية، أو AIS، تم إيقاف تشغيله. والذي كان من المفترض أن تبقي السفينة نظام التعرف الآلي الخاص بها نشطاً لأسباب تتعلق بالسلامة، لكن طاقم العمل في “Galaxy Leader” قام بإيقاف تشغيله عند وصوله إلى قرب اليمن في جنوب البحر الأحمر.
تفاصيل عن السفينة “Galaxy leader”
وبحسب موقع “مارين تراك” لمتابعة حركة الملاحة البحرية، فإن السفينة التي تحمل اسم “galaxy leader” كانت تبحر من تركيا إلى الهند، وترفع علم جزر البهاما.
وبحسب قناة 13 الإسرائيلية، فإن السفينة على متنها 52 من أفراد الطاقم، ليس بينهم أي إسرائيلي، وأضافت القناة إن تل أبيب تحقق في استيلاء الحوثيين على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر.
أما موقع “ذا تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلي فقد أشار إلى أن السفينة المسجلة لدى شركة بريطانية، مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغار، الذي يلقب بـ”رامي”، وقد تم تأجير السفينة لشركة يابانية وقت عملية الاحتجاز في البحر الأحمر.
وتشير المعلومات المتوفرة عن السفينة في موقع “مارينا ترافيك” إلى أن السفينة “جالاكسي ليدر”، مخصصة لنقل البضائع (حاملة سيارات) وتبلغ حمولتها الإجمالية 48,710 طن، وطولها 189.2 متر، وعرضها 32.29 متر، وقد تم بناؤها في عام 2002 وتحمل علم جزر البهاما.
ويعود امتلاك السفينة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار صاحب شركة أونجر هولدينج LTD، ومؤسس شركة Ray shipping LTD من أكبر الشركات من مستوري السيارات في “إسرائيل”.
الكشف عن وجود إسرائيليين على متن السفينة المحتجزة
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام مساء الأحد، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، عن هوية الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر”.
وقالت إن المصادر أكدت أنه من خلال التحقيقات تم الكشف وجود إسرائيليين بجنسيات أخرى على متن السفينة التي تم الاستيلاء عليها في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق الأحد، قالت قناة الميادين اللبنانية، إن “القوات البحرية اليمنية” التابعة لقوات صنعاء نجحت في احتجاز سفينة إسرائيلية في أعماق البحر الأحمر. وذكرت القناة أن 52 شخصاً كانوا على متن السفينة الإسرائيلية جرى احتجازهم، “وهم حالياً قيد التحقيق معهم والتثبت من جنسياتهم من قبل الأجهزة اليمنية المعنية”.
بيان قوات صنعاء بشأن احتجاز السفينة الإسرائيلية
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، أعلن مساء الأحد، أن “القوات البحرية اليمنية نفذت عملية عسكرية في البحر الأحمر كان من نتائجها احتجاز سفينة إسرائيلية”.
وبحسب بيان تلاه متحدث قوات صنعاء العميد يحيى، فإن العملية جاءت “تنفيذاً لتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، واستجابةً لمطالب أبناء شعبنا اليمني العظيم، وكل الأحرار من أبناء الأمة، وانطلاقاً من المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم وما يتعرض له من حصار ظالم واستمرار المجازر المروعة والبشعة من قبل العدو الإسرائيلي”.
وأكد العميد سريع في البيان، أن السفينة الإسرائيلية تم اقتيادها إلى الساحل اليمني، قائلاً إن “عمليات القوات المسلحة لا تهدد إلا سفن الكيان الإسرائيلي والمملوكة لإسرائيليين”.
وشدد على أن “القوات المسلحة اليمنية تتعامل مع طاقم السفينة الإسرائيلية وفق تعاليم الدين الإسلامي”، مجدداً التحذير “للسفن التابعة للعدو الإسرائيلي كافة والتي تتعامل معه بأنها ستصبح هدفاً مشروعاً لنا”.
وأضاف سريع: “نهيب بالدول التي يعمل رعاياها في البحر الأحمر بالابتعاد عن أي عمل أو نشاط مع السفن الإسرائيلية أو المملوكة لإسرائيليين”.
وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية ستستمر في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة”.
كما أكد البيان أن “من يهدد أمن واستقرار المنطقة والممرات الدولية هو الكيان الصهيوني، وعلى المجتمع الدولي إذا كان حريصاً على أمن واستقرار المنطقة وعدم توسيع الصراع أن يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وفي وقت سابقٍ الأحد، أعلنت قوات صنعاء، أنها ستقوم باستهداف جميع السفن المملوكة أو التي تديرها شركات إسرائيلية أو التي تحمل العلم الإسرائيلي، وذلك رداً على ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي.
وفي بيان نشره على حسابه بموقع “إكس” قال المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع: “انطلاقاً من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية، ونظراً لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي أمريكي غاشم، حيث المجازر اليومية والإبادة الجماعية، واستجابةً لمطالب شعبنا اليمني ومطالب الشعوب الحرة، ونجدةً لأهلنا المظلومين في غزة، تُعلن القوات المسلحة اليمنية أنها ستقوم باستهداف عدد من السفن المتعلقة بإسرائيل”.
وأضاف أن “أنواع السفن المستهدفه هي التي تحمل علم الكيان الصهيوني، والسفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية، إضافة إلى السفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية”.
كما طالب البيان “جميع دول العالم بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنُّب الشحن على متن هذه السفن أو التعامل معها، وإبلاغ سفنها بالابتعاد عن هذه السفن”.
قائد أنصار الله يتوعد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
الجدير ذكره، أن قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أكد قبل أيام، أن قوات صنعاء ستظفر بسفن الاحتلال في البحر الأحمر، وقال: “لن نتردد في استهدافها، وليعلم بهذا كل العالم”.
وأضاف الحوثي في كلمة يوم الثلاثاء الماضي خلال تدشين “الذكرى السنوية للشهيد”، أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد، في حركته في البحر الأحمر وباب المندب، على التهريب والتمويه، ولم يجرؤ على أن يرفع العلم الإسرائيلي على سفنه.
وتابع أن “عيوننا مفتوحة من أجل الرصد الدائم والبحث عن أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وباب المندب تحديداً، وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية”.
وأكد الحوثي أن “اعتماد العدو الإسرائيلي أسلوب التهريب والتمويه في البحر الأحمر دليل على خوفه، وعلى الجدوى والتأثير لموقف اليمن”، لافتاً إلى أنه “في الوقت الذي يرفع العدو الأعلام الإسرائيلية في سفاراته في عواصم دول عربية، لا يجرؤ على رفع علمه على سفن يمر بها في البحر الأحمر”.
وتوعد قائد أنصار الله السفن الإسرائيلية التي تمر في البحر وهي رافعة أعلام دول أخرى لكي لا يتم رصدها من قبل قوات صنعاء، قائلاً: “إن شاء الله سنظفر بسفن العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وسننكل بهم، وفي أي مستوى تناله أيدينا لن نتردد في استهدافه وليعرف بهذا كل العالم”.
وأكد الحوثي أنه “منذ بداية الأحداث في فلسطين وصلتنا رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي، وكلها لم نكترث لها”، لافتاً إلى أنه “عندما قال الأمريكيون لنا إنهم وجهوا دول المنطقة ألا تكون لها أي ردة فعل تجاه فلسطين، قلنا لا تحسبونا معها، لسنا من يخضع لأوامركم”.
وشدد على أن “موقفنا تجاه فلسطين ليس من أجل عرض العضلات والمناكفة، بل هو موقف مسؤول من منطلق إيماني وموقف صادق، دافعه إنساني وأخلاقي وإيماني”.
وقال الحوثي أن “الأمريكي يتجه إلى الضغط علينا عبر التهديد المباشر بعودة الحرب مع التحالف، وإعاقة الاتفاق مع التحالف، بعد أن كان وشيكاً، وإعاقة المساعدات الإنسانية”، مؤكداً: “لن نكترث لكل خطوات الضغط والتهديد الأمريكية، ولن تصرفنا عن موقفنا المبدئي الصادق، فشعبنا، عبر هويته الإيمانية، شعبٌ شجاعٌ وأبيّ”.
وأشار إلى أن القوة الصاروخية والطيران المسيّر نفذا عمليات ضربت أهدافاً للعدو الإسرائيلي، كان آخرها عملية يوم أمس (الإثنين)، موضحاً أن “عملُنا على مستوى قصف العدو بالصواريخ والمسيّرات سيستمر”.
وأضاف: “سيستمر تخطيطنا لعمليات إضافية في كل ما يمكن أن نناله من أهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين، ولن نتوانى عن فعل ذلك”، لافتاً إلى “أننا لن نألو جهداً على المستوى العسكري بالوسائل المتاحة”.
وطلب الحوثي إلى قادة “الدول التي تفصل جغرافياً بيننا وبين فلسطين، ولو على الأقل ليختبروا صدقيتنا، أن يفتحوا منفذاً برياً للمرور فقط يصل عبره أبناء شعبنا إلى فلسطين”، مشدداً على أنه “لو يتوافر لشعبنا العزيز منفذ بري يتحرك من خلاله ليصل إلى فلسطين لتحرك أبناء شعبنا عبر مئات الآلاف من المجاهدين الأبطال الأحرار”.
وأكد قائد أنصار الله أن “موقف الشعب اليمني من القضية الفلسطينية موقف ثابت ومشرًف وأنه لن يتردد في تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته”.
وقال إن “موقف شعبنا منذ بداية العدوان على غزة كان موقفاً واضحاً ومشرفاً وقد أعلنا منذ اليوم الأول وقوفنا مع أبناء شعبنا الفلسطيني ومقاومته”، وأوضح أن “الشعب اليمني لن يألوا جهداً على المستوى العسكري بالوسائل المتاحة”.
وانتقد الحوثي مخرجات القمة العربية والإسلامية الأخيرة التي عقدت في السعودية واصفا بيانها بـ العادي جداً، وقال إن “57 دولة عربية وإسلامية بثقلها وإمكاناتها خرجت ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية ومن شخص واحد”.
وأضاف أن بعض الدول تقدمت بصيغة أفضل تتضمن بعض الخطوات العملية ورفضتها دول أخرى على رأسها السعودية لتكون مخرجات القمة بياناً عادياً جداً سخر منه الإسرائيلي.
وتابع قائد حركة أنصار الله أن “موقف بعض الدول العربية لم يرقَ إلى موقف دول لا عربية ولا إسلامية مثل كولومبيا وبعض دول أمريكا الجنوبية التي قاطعت كيان العدو”.
وأشار الحوثي إلى أن “بعض الدول العربية لا تكتفي بالتخاذل بل لها تواطؤ تحت الطاولة مع الأمريكي ليفعل الإسرائيلي ما يريد في غزة”، وشدد على أن القمة التي يقولون إنها تمثل كل المسلمين تخرج فقط ببيان بمطالبة كلامية دون أي موقف عملي، متسائلاً: “هل هذه قدرات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم؟”.
وقال إن “غزة تعيش جرائم إبادة جماعية وقتل بدم بارد للناس حتى في مساجدهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومدارس المنظمات الأممية التي لجأوا إليها”، وأضاف “أن ما يحصل في قطاع غزة يكشف حجم المظلومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني مع تخاذل عربي وإسلامي مؤسف جداً”.
وتساءل الحوثي “لماذا لا يتحرك أبناء الأمة وعليهم المسؤولية أمام الله والمسؤولية الإنسانية والقومية والأخلاقية لمناصرة أهل غزة في مواقف عملية ترقى إلى مستوى المأساة؟”.
وأضاف أن “الأنظمة العربية تفقد الجدية ولا تملك الإرادة للتحرك الجاد باتجاه غزة”، مؤكداً أن صمت الأمة العربية والإسلامية عن مأساة غزة “جريمة كبرى” ويجب على الجميع أن يتحركوا لرفع هذا الحصار ونصرة أهل غزة.
واعتبر الحوثي أن “الجهاد هو الوسيلة الشرعية والوحيدة لنصرة الحق وحماية الأمة ومواجهة الطغاة والمجرمين الذين يسعون إلى السيطرة على الناس وثرواتهم”.
وقال الحوثي “إذا كان القتل وسيلة يحرص الأعداء من خلالها لتكبيل الشعوب وإذلالها، فالأمة تدفع ثمنا أكبر بتخاذلها وقعودها وتنصلها عن مسؤولياتها”.
وأضاف “عندما تفقد الأمة الروح الجهادية وحب الشهادة وتعيش الروح الانهزامية سيقهرها أعداؤها وللأسف وصل الحال في واقع أمتنا للانحدار إلى مرحلة أن يتمكن اليهود من إذلالها، وعندما نقارن واقع الأمة فيما يتعلق بإمكاناتها وكثرة عددها ثم ننظر إلى مستوى تأثيرها ودورها العالمي نجد ما يؤسفنا ويحزننا كثيراً”.
وأشار قائد حركة أنصار الله إلى أن “قعود الأمة وتخاذلها وفقدان الروح الجهادية يجعلها تخسر حريتها وكرامتها واستقلالها وتقدم الخسائر الرهيبة جداً وتكون في وضعية مطمعة للأعداء”، حسب قوله.