الجديد برس:
أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إعلان بريطانيا عزمها القيام بطلعات مراقبة استخبارية فوق قطاع غزة، قائلةً إن ذلك يجعلها “شريكة الاحتلال في جرائمه”.
وقالت حركة “حماس” في بيان، يوم الأحد، إن “إفصاح جيشها عن نيّته تنفيذ طلعات جوية استخبارية فوق قطاع غزة، يجعلها شريكة مع الاحتلال الصهيوني في جرائمه، ومسؤولة عن المجازر التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف البيان أنه كان “يجب على بريطانيا تصحيح موقفها التاريخي المسيء لشعبنا، والتكفير عن وعد بلفور الذي يعد خطيئة القرن، بدلًا من ارتكاب خطيئة أخرى، وتذكير العالم بماضيها الاستعماري المشين”.
وذكر البيان أن قرار الحكومة البريطانية يضعها في “عداوة مع شعبنا (الفلسطيني) وعموم أحرار العالم الرافضين للعدوان الصهيوني على غزة”.
ودعت حركة “حماس” بريطانيا إلى “التراجع عن مشاركتها المباشرة ودعمها السياسي والمالي لحرب الإبادة ضدّ غزة، والكفّ عن تبعيتها للولايات المتحدة الأمريكية ومساهمتها في إشعال الحروب، بدلًا من المساهمة في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة”.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن “مشاركة بريطانيا في العدوان على غزة من خلال طائراتها الاستطلاعية لخدمة مهام استخبارية في أجواء قطاع غزة يمثل مشاركة فعلية إلى جانب العدو الصهيوني الذي يشن حرب إبادة بحق شعبنا وأرضنا في غزة”.
وذكرت الحركة في بيان، مساء الأحد، أن هذا “السلوك البريطاني يدلل على أن عقلية الاستعمار لا زالت تحكم بريطانيا الاستعمارية”.
مضيفةً أنه “يشعل حالة من الغضب ويمثل الماضي الذي لن تنساه شعوب أمتنا ولن تغفر لكل من تورط في احتلال أرضنا والتسبب بقتل هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين الأبرياء”.
وأعلنت بريطانيا، أنها تعتزم إجراء طلعات استطلاعية فوق قطاع غزة، وزعمت أن هذه الطلعات تهدف إلى تقديم معلومات استخباراتية للاحتلال الإسرائيلي، بدعوى دعم عملية إنقاذ الأسرى.
جاء ذلك بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع البريطانية في بيان صدر في وقت متأخر من مساء السبت، وقالت إن “لندن تعمل مع شركائها في المنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي، لضمان إطلاق سراح الأسرى، ومن بينهم مواطنون بريطانيون”.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى “أن سلامة مواطنيها تعتبر أولوية بريطانيا القصوى”، مضيفةً أن “وزارة الدفاع ستقوم بإجراء طلعات استطلاعية في أجواء شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك العمل في المجال الجوي فوق إسرائيل وغزة، لدعم الأنشطة المستمرة لإنقاذ الأسرى”.
وأضافت الوزارة أن “طائرات الاستطلاع ستكون غير مسلحة، ولن يكون لها أي دور قتالي، وتتولى مهمة تحديد مكان الرهائن فقط”، بحسب تعبيرها، وذكرت أنه “سيتم إرسال المعلومات المتعلقة بإنقاذ الرهائن فقط إلى السلطات المختصة المسؤولة عن ذلك”.
وكان مسؤولان أمريكيان قد أكدا يوم الخميس، أن الولايات المتحدة تنفذ طلعات بطائرات استطلاع مسيّرة في سماء غزة “بحثاً عن الأسرى الذين احتجزتهم حركة حماس خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر”.
المسؤولان اللذان تحدثا لوكالة “رويترز”، قالا إن الولايات المتحدة تشغل مسيرات لجمع المعلومات الاستخباراتية فوق غزة للمساعدة في جهود تحديد مواقع الأسرى، فيما قال أحد المسؤولين إنه يجري تنفيذ طلعات الطائرات المسيرة منذ أكثر من أسبوع.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي المُدمر على قطاع غزة، يتلقى الاحتلال الإسرائيلي دعماً عسكرياً ودبلوماسياً من دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت كميات ضخمة من الذخيرة للاحتلال لمساندته في الحرب على غزة.
ويأتي إعلان بريطانيا عن إرسال طائرات استطلاع فوق سماء قطاع غزة بعد يومين من انتهاء هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، واستمرت لمدة 7 أيام حتى صباح يوم الجمعة الماضي.
يذكر أن بريطانيا أرسلت سفناً حربية وطائرات مراقبة إلى شرق المتوسط بعد عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.