الجديد برس:
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الإثنين، على ضرورة تشكيل تحالف عالمي لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بمشاركة الدول المتحالفة في مختلف القارات.
وفي لقاء صحفي مشترك مع نظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل في مجمع سعد آباد بطهران، صرح رئيسي بأن هناك إرادة جدية لدى إيران وكوبا لتطوير العلاقات بينهما في مجالات الزراعة والتعدين والطاقة والكثير من المجالات الأخرى.
أكد الرئيس الإيراني، خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الكوبي، أن زيارة الأخير إلى طهران “تشكل منعطفاً تاريخياً في العلاقات بين البلدين”.
وشدّد رئيسي على وجود “تطابق كبير في وجهات النظر، وتصميم على تعزيز التعاون والتنسيق” بين طهران وهافانا، لافتاً إلى أن الاتفاقيات التي وُقعت “ستُنفذ قريباً، وستعود بالفائدة على الطرفين”.
كما أشار إلى أن البلدين يشتركان في “مقاومة محاولات الهيمنة الأمريكية على العالم، ومواجهة الحظر المفروض علينا”، مؤكداً أن الأمريكيين “يخطئون إن اعتقدوا أنهم قادرون على فرض شروطهم السياسية علينا، من خلال الحظر الذي فرضوه”.
كذلك، تطرق الرئيس الإيراني خلال المؤتمر الصحافي إلى العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة، مشدّداً على أن الشعب الفلسطيني “يدافع عن أرضه”، ولافتاً إلى أن الاحتلال “يشن حرب إبادة على الفلسطينيين”.
وأعلن رئيسي أنه ونظيره الكوبي “بحثا القضية الفلسطينية وسبل دعمها”، معرباً عن “التنديد بالدعم الأمريكي لكيان الاحتلال، وعجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان”.
ووفقاً له، يجب “تصحيح النظام العالمي”، إذ “فقدت المنظمات الإنسانية الدولية دورها، من خلال عجزها عن إنقاذ الشعب الفلسطيني”.
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن البلدين متفقان على ضرورة تشكيل تحالف عالمي لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بمشاركة الدول المتحالفة في مختلف القارات.
الرئيس الكوبي: أسسنا اقتصاداً مقاوماً مع إيران
بدوره، أكد الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، أن زيارته، وهي الأولى لرئيس كوبي بعد عام 2001، تأتي بهدف “تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، واستكمال أهداف زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة لكوبا (في يونيو الماضي)”.
وأكد دياز كانيل “السعي لتعزيز العلاقات التاريخية بين كوبا وإيران، المبنية على الاحترام المتبادل، منذ 40 عاماً”، موضحاً أن زيارته “تؤسس لتعزيز العلاقات، والتي تمتلك الكثير من القواسم المشتركة”، ومنها مواجهة الإمبريالية الأمريكية.
وفي الكلمة التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي المشترك، أشار إلى أن “التعاون المشترك بين البلدين أثمر الكثير من الإنجازات على الصعد كافة”، مشدّداً على أن كوبا وإيران أسستا معاً “اقتصاداً مقاوماً” ويمكنهما “تشكيل قوة ضاربة لمواجهة الحظر الأمريكي”.
كما شجب الرئيس الكوبي التدخل الأمريكي في شؤون الدول الأخرى، مؤكداً حق إيران في تقرير مصيرها بنفسها، شاكراً طهران لدعمها بلاده في مواجهة الحظر الأمريكي وفي مجلس حقوق الإنسان، ومباركاً قبولها في عضوية مجموعة “بريكس”.
بالإضافة إلى ذلك، ندّد دياز كانيل بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، داعياً إلى وقف العدوان.
وفي هذا اللقاء ، أدان الرئيس الكوبي أيضاً الإجراءات التدخلية الأمريكية ضد إيران، معلناً دعمه للحق المشروع لإيران في تقرير مصيرها وسيادتها، و أثنى على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكوبا في مكافحة الحصار القاسي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أشاد ميغيل دياز كانيل بإيران وشكرها على دعمها لانتخاب كوبا رئيسا لمجموعة الـ 77، فضلا عن تصويت إيران لصالح عضوية كوبا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وذكّر دياز كانيل بأن لدى إيران وكوبا إرادة مشتركة لإدانة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على المستوى العالمي وكذلك الآلاف من النساء والأطفال الفلسطينيين، مطالبا بضرورة وقف فوري لإطلاق النار لتهيئة الظروف لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وجاء المؤتمر الصحافي المشترك للرئيسين الإيراني والكوبي في أعقاب توقيع 6 اتفاقيات مشتركة بين البلدين، نصت على تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.
وتشمل هذه المجالات الطاقة، الزراعة، الصحة والعلوم الطبية، التكنولوجيا والاتصالات، بالإضافة إلى تفاهم استراتيجي بشأن إنتاج اللقاحات وتبادل المعلومات الطبية.
يذكر أن الرئيس الكوبي وصل مساء الأحد إلى العاصمة الإيرانية طهران، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، تلبيةً لدعوة رسمية من نظيره الإيراني، في زيارة هي الأولى بعد زيارة الرئيس الكوبي الراحل، فيدل كاسترو، منذ 22 عاماً.
وصباح الإثنين، استقبل رئيسي دياز كانيل، في مجمع سعد آباد التاريخي بطهران.
ويشار إلى أن رئيسي زار العاصمة الكوبية هافانا في يونيو الماضي، خلال جولة إقليمية في أمريكا اللاتينية، تلبيةً لدعوة رسمية من دياز كانيل.
وخلال تلك الزيارة، وُقعت 6 وثائق ومذكرات تفاهم للتعاون في مجالات القضاء والتعاون السياسي الشامل والعلاقات الجمركية والمشاركة في حقل تكنولوجيا المعلومات من قبل كبار المسؤولين في البلدين.