الجديد برس:
أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، الأربعاء، أن الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على إدارة الحرب لفترة طويلة.
وفي كلمة له في ندوة عُقدت داخل مبنى وزارة الخارجية الإيرانية، قال سلامي إن احتجاز السفينة الإسرائيلية من قبل حركة أنصار الله مؤخراً، “يحمل رسالة استراتيجية كبيرة، وقد عكس المعادلة الجديدة المفروضة في المنطقة”.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإظهار نفسها من خلال “الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والأمن والرفاه، لكن العالم بات يراها على حقيقتها في غزة”، مضيفاً أن واشنطن “وبكل وقاحة تعطي الشرعية لتنفيذ قتل سكان غزة وتصف هذه المجازر بالشرعية”.
وأكد اللواء سلامي أن “جبهة الباطل انهارت، ومن غير الممكن أن تواصل الظلم بهذه الطريقة في غزة من دون أن تتلقى الرد”.
طهران: أمريكا هي المسؤولة النهائية عن التوتر في المنطقة
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن “أمريكا هي المسؤولة الرئيسية عن جرائم الحرب المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة والمسؤولة النهائية عن حالة التوتر في المنطقة من خلال استمرارها في دعم كيان الفصل العنصري الصهيوني وإرسال القنابل والأسلحة الفتاكة بشكل مستمر وواسع إلى هذا الكيان”.
ورداً على اتهامات مستشار “الأمن القومي” للرئيس الأمريكي جاك سوليفان، قال كنعاني: “إن التعبير عن القلق الأمريكي بشأن الأمن في المنطقة، في حين أن واشنطن تدعم بشكل كامل الكیان الصهيوني في شن الحرب وارتكاب الجرائم والإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، إنها مفارقة مريرة وهذا دليل على نفاق الإدارة الأمريكية الواضح”.
وتابع قائلاً: “خلافاً لادعاءات مسؤولي الإدارة الأمريكية، فإن التواجد العسكري لهذا البلد في الجغرافيا البرية والمائية للمنطقة لم يضمن الأمن أبدًا. قامت الإدارة الأمريكية بمتابعة ضمان المصالح الأمنية وغير المشروعة للكيان الصهيوني على حساب جعل دول المنطقة غير آمنة وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني بمخططاتها وتدخلاتها غير القانونية ومن الواضح أن مصير فلسطين لن يقرره إلاّ شعبها”.
وأضاف كنعاني: “مسؤولية ضمان الأمن في المنطقة تقع على عاتق دول المنطقة، وإذا لم يكن هناك تدخل أجنبي فيمكن ضمانه بالتعاون الجماعي لدول المنطقة”.
ولفت إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست لديها أي مجموعات تمثيلية في المنطقة وجماعات المقاومة في دول المنطقة تتصرف باستقلالية تامة وفقاً لقراراتها في ما يتعلق بأمن بلدانها أو دعم الشعب الفلسطيني المظلوم.
وأكد كنعاني على احترام والتزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية باللوائح البحرية الدولية والدور الفعال لإيران في ضمان أمن المياه والممرات المائية الدولية. واعتبر أن إسقاطات المسؤولين الأمريكيين غير مفيدة ولا تؤدي إلى خفض التوتر في المنطقة.
وقبل أيام، شدد سلامي على أن جيش الاحتلال متعب ولا يمكنه الاستمرار في الحرب، لافتاً إلى أن ألفي جندي إسرائيلي هربوا، ولا يرغبون في العودة إلى الحرب.
والثلاثاء، أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن “ما يحدث اليوم من إبادة جماعية ومجازر بحق أطفال غزة مؤسف للبشرية جمعاء، ولا سيما لمتزعمي حقوق الإنسان”، مؤكداً أن “دماء الأبرياء الفلسطينيين ستُنهي حكم الكيان الإسرائيلي، وسنشهد انتصار فلسطين”.
بدوره، أدان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال کلمته في الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين في موسكو أمس الأول، جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وقدم اقتراحات من أجل وقف هذه الجرائم.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قال يوم الإثنين، إن واشنطن تجري محادثات مع دول أخرى بشأن إنشاء قوة عمل بحرية في البحر الأحمر.
من جهتها، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن “إسرائيل” طلبت رسمياً إلى عدة دول، بينها بريطانيا واليابان، تشكيل قوة بحرية دولية، لضمان “حرية الملاحة في مضيق باب المندب”، وفق زعمها.
وأعلنت قوات صنعاء، الأحد، تنفيذ عملية بحرية جرى خلالها استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، مشيرةً إلى أن السفينتين هما “يونيتي إكسبلورر” وسفينة ” نامبر ناين”، وتأتي العملية بالتزامن مع تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية، مراراً، بأن اليمن يشكل تهديداً استراتيجياً لـ”إسرائيل” بسبب موقعه الجغرافي.
يشار إلى أنه في الـ19 من الشهر الماضي، نجحت قوات صنعاء في احتجاز سفينة “غالاكسي ليدر” الإسرائيلية في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامناً مع “المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة”.
صنعاء تعلن إطلاق صواريخ على “إيلات”
ومساء الأربعاء، أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن “القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية أطلقت دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للاحتلال في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة”.
وأكد العميد سريع، في منشور على منصة “أكس”، أن “القوات المسلحة اليمنية مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي، وكذلك تنفيذ قرار منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر، نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وحتى يتوقّف العدوان على إخواننا في غزة”.
“البحر الأحمر محرم على الاحتلال”
وفي سياقٍ متصل، أكد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، حرص صنعاء على حماية وتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشدداً على حق اليمن في أن يحمي الملاحة البحرية في مياهه الإقليمية.
وطمأن اللواء العاطفي “دول العالم كافة أن البحر الأحمر منطقة آمنة للملاحة والتجارة الدولية ومرور السفن، عدا السفن الخاصة بالكيان الصهيوني أو التي لها علاقة به”.
كما شدد على أن البحر الأحمر من خليج العقبة وحتى باب المندب، “أصبح محرماً على الكيان الصهيوني”، مؤكداً أنه “سيتم الاستيلاء على أي سفينة للكيان الصهيوني في البحر الأحمر أو إنزال الضربات عليها”.
وأشار إلى أن “القوات البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير جاهزة لإنزال أقسى الضربات الفردية والجماعية على الأهداف الثابتة أو المتحركة للكيان الصهيوني نصرةً لأهلنا في غزة”.
كذلك، أكد الاستمرار في تنفيذ الضربات الصاروخية والطيران المسير على أي أهداف تخص الاحتلال حتى يوقف عدوانه على غزة.
أنصار الله: من يحمي السفن الإسرائيلية عليه أن يتلقى الضربات
وفي وقت سابق، جدد عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، علي القحوم، موقف اليمن الواضح والمعلن من القضية الفلسطينية، ومواجهة السفن الإسرائيلية والبارجات الأمريكية والغربية.
وقال القحوم، إن موقف اليمن الواضح كدولة، ووقوفه مع فلسطين قولاً وفعلاً من خلال العمليات الكبرى التي يشنها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، يثير “ضجيج” الإسرائيليين والأمريكيين.
وأضاف القحوم في منشور غلى حسابه بمنصة “إكس” إن “الضجيج الأمريكي والإسرائيلي يتزايد يوماً بعد يوم، مع نسج المؤامرات المستمرة على اليمن والمنطقة”.
كما تحدث القحوم عن التدفق المتزايد للقوات الأمريكية والغربية إلى البحر الأحمر وباب المندب قبالة السواحل اليمنية، تحت ذريعة “حماية الملاحة البحرية الدولية”.
وأكد أنها محاولات يائسة لمنع استهداف السفن الإسرائيلية، مشيراً إلى أن “اليمن كدولة وقيادة، مستمرة في استهداف السفن الإسرائيلية ومن يقوم بحمايتها عليه أن يتلقى الضربات”.
كذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، إن “العدوان والحصار الأمريكي على اليمن، والتواجد العسكري في باب المندب وقبالة السواحل اليمنية لم يكن وليد اللحظة وعدوانهم مستمر منذ 9 سنوات”.
وأضاف القحوم أن الولايات المتحدة هي التي “تعيق عملية السلام بتدفق قواتها وبارجاتها الحربية قبالة السواحل اليمنية”.
ورأى أن وجود هذه القوات، “غير مبرر ويمثل خطورة على المنطقة بالدرجة الأولى” وهو ما يهدد الأمن الدولي والإقليمي.
واختتم القحوم كلامه بالتمسك بقضية فلسطين حيث كتب “قضية فلسطين والقدس هي البوصلة الأولى والمركزية، وكقضية إسلامية عربية لن نتخلى عنها، مهما كانت التلويحات والتحركات العدائية الأمريكية والغربية على اليمن والمنطقة وعلى فلسطين”.
وكانت قوات صنعاء قد نفذت الأحد الماضي، عملية جرى خلالها استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، فضلاً عن السيطرة على سفينة إسرائيلية في نوفمبر الماضي.
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، محمد البخيتي، أن عمليات صنعاء العسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب لها أهداف إنسانية وأخلاقية معلنة ومعروفة للجميع، ولا تستهدف إلا السفن الإسرائيلية.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، قال البخيتي إنه “إذا كانت دول العالم قصرت في أداء واجبها، أخلاقياً وإنسانياً، من أجل وقف جرائم الإبادة في غزة، فننصحها بعدم التورط في دعم مرتكبيها”.
وأشار إلى أن “عملياتنا العسكرية ستستمر وستتوسع ضد الكيان المغتصب حتى يوقف جرائمه بحق الفلسطينيين”، مؤكداً أنه “لن تثنينا تهديدات الدول المتحالفة معه، مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وحتى لو اضطررنا إلى مواجهة العالم كله”.