الجديد برس
بقلم | محمد علي العماد.
بوجود قاضي الأمم المتحدة، وبحضور وتوقيع الشهود “الروس والامريكان”، تم توقيع صفقة تجديد إراقة وسفك الدم اليمني لأجل غير مسمى، وقابلة للتجديد.
ومن هذا المنطلق وعلى قاعدة “قتل الشعبين السوري واليمني” تم الاتفاق على التالي:- – ايقاف تقديم ملفات جرائم الانتهاكات الانسانية عن ضرابات الطيران الامريكي في اليمن مقابل انتهاكات الطيران الروسي بسوريا. – ايقاف دعم المعارضة السورية بالصواريخ النوعية المضادة للطيران، مقابل التزام الروس بعدم دعم الانقلابيين في اليمن بأي سلاح نوعي أو غيره. – التزام امريكي بعدم ادخال أي قوة برية عربية أو غيرها إلى سوريا مقابل التزام الروس بعدم التدخل في اليمن تحت أي مبرر توسع القاعدة أو غيره. – التزام روسي باحترام وعدم رفض شرعية “هادي”، مقابل التزام امريكي باحترام وعدم رفض شرعية “بشار”.
وهكذا يبدو أنه اتفاق استراحة محارب لإعادة تنظيم الاوراق الامريكية، خاصة بعد أن وصلت السعودية إلى قناعة بأن لا فائدة من الدخول في معركة سوريا، في ظل رئاسة اوباما لأمريكا، والذي قد يقتصر دوره كما هو الحال في اليمن، ليس أكثر من التغطية السياسية والدعم اللوجستي، وعلى العكس من لو أن الرئيس الأمريكي من الجمهوريين الذي سيلبي رغبة السعودية ولن يتأخر في تكرار السيناريو العراقي والدخول المباشر في المعركة.
ولأن هذه الحقائق باتت واضحة لدى السعودية، فإنها وصلت إلى خياران الدخول في مغامرة غير محسوبة وخوض الحرب في سوريا منفردة، أو الانتظار حتى تتضح الانتخابات الأمريكية، وربما أن الخيار الثاني هو ما وقعت عليه السعودية التي ستحاول فتح معركة جديدة في لبنان لإشغال حلفاء الروس إلى ما بعد اتضاح الرؤى وشكل السياسة الامريكية في زمن ما بعد “اوباما”. مشكلة اليمن أنه داخل في الخسارة وخارج من الربح، والسبب يعود في الأول والأخير إلى الحقد السعودي الذي يحرص دائما وفي أي اتفاق على جعل الجرح اليمني مفتوحا، وابقائه بعيدا عن الاستقرار.
الحقد السعودي على اليمن، يبدو أنه اعمى بصائر النظام السعودي الذي لا يريد أن يفهم بأن اليمن استخدم كورقة ابتزاز تم من خلاله توقيع الملف النووي الايراني، واليوم أيضا استخدمه الروس وحلفائهم كورقة ابتزاز لتسوية الملف السوري، وبما يشير إلى أن خصوم السعودية سيقفلون كافة ملفاتهم فيما السعودية لن تتوقف في حربها على اليمن، وربما قد يتم تسوية الملف العراقي وسيتم استخدام اليمن كورقة ابتزاز للسعودية، خاصة عندما تصل النيران الايرانية والروسية الحدود الشمالية للمملكة، حينها ستدرك السعودية أن القصة الكاملة هو إعادة تقاسم الذهب الاسود الخليجي، وسيرضخ مجبرا لـ”قسمة ضيزى”.