الأخبار المحلية تقارير

رداً على هجمات البحر الأحمر.. الإعلام الإسرائيلي الرسمي يكشف عن “الأسلحة القذرة” التي سيتم استخدامها لضرب صنعاء (فيديو)

الجديد برس:

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي، أبدى اهتماماً بالتنسيق مع “إسرائيل” للرد على هجمات “الحوثيين” في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، مقابل الاعتراف بانفصال الجنوب.

قناة “كان” العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، “Kan” أوضحت أن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي اجتمع مؤخراً بمسؤولين محليين ومع مسؤولين في الإمارات وآخرين أمريكيين لبحث التعامل مع تصعيد “الحوثيين” المقربين من إيران، وتمكنت صواريخهم من منع السفن التجارية من الوصول إلى “إسرائيل”، حسب وصف القناة.

من جهته، قال الصحفي الإسرائيلي ومراسل قناة “كان” للشؤون العربية، روعي كايس، إن الزبيدي مهتم بتلقي الدعم الإسرائيلي والدولي، للحد من هجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر.

وفقاً لكايس، فإن الزبيدي قال قبل أيام خلال أحد اجتماعاته، إن القوات في جنوب اليمن تستعد للعب دور مركزي في تأمين طريق الشحن في البحر الأحمر مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

كما نقل الصحفي الإسرائيلي عن مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي قوله، إنه “إذا اعترفت إسرائيل بحقنا في تقرير المصير في جنوب اليمن، فستجدون حليفاً في الميدان ضد التهديد الحوثي”.

وكان الزبيدي كثف لقاءاته مؤخراً في عدن، بعد تصاعد هجمات قوات صنعاء، المستهدفة للسفن الإسرائيلية في البحرين العربي والأحمر، بعد عودته في الثامن من ديسمبر الجاري من زيارة خارجية شملت السعودية والإمارات، والتقى فيها المبعوث الأمريكي لدى اليمن.

وعقب عودته انصب اهتمام الزبيدي على الهجمات البحرية، والتقى في عدن في اليوم التالي لعودته قائد القوات البحرية التابع للحكومة الموالية للتحالف الفريق الركن بحري عبدالله سالم النخعي، الذي ناقش معه جاهزية القوات البحرية والجهود المبذولة لإعادة بنائها وتطوير قدراتها القتالية للقيام بالمهام المسندة إليها في تعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر، وفقاً لموقع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي يوم العاشر من ديسمبر التالي التقى الزبيدي الفريق محسن الداعري وزير دفاع الحكومة التابعة للتحالف، وناقش معه تهديدات “الحوثيين” المتصاعدة على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، واستعدادات القوات المسلحة للمساهمة بشكل فاعل في حماية خطوط الملاحة البحرية في المنطقة بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وفقاً لذات الموقع.

ولا يخفي المجلس الانتقالي الممول من دولة الإمارات تطلعه لعلاقة تطبيع واسعة مع الكيان الإسرائيلي، وسبق لرئيسه عيدروس الزبيدي ترحيبه بهذه الخطوة، والتي تصاعدت بعد التطبيع الكامل بين دولة الإمارات و”إسرائيل”.

صغير بن عزيز وطارق صالح

في السياق، تؤكد تقارير إعلامية وجود تنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” مع جهات يمنية، أبرزها قوات طارق صالح وقوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات، ورئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، للتحرك ضد قوات صنعاء من أجل عرقلة عملياتها ضد الكيان الإسرائيلي.

والتقى رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الحكومة الموالية للتحالف الفريق صغير بن عزيز يوم أمس الإثنين في الرياض، الفريق أول ركن مطلق الأزيمع، قائد قوات التحالف نائب رئيس هيئة الأركان السعودية لبحث التطورات في ظل تزايد هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر ومنع مرور السفن الإسرائيلية.

في حين التقى وفد عسكري سعودي بقيادة العميد حسين عوض الحربي أمس الإثنين، بطارق صالح في مدينة المخا لبحث تأمين الملاحة البحرية.

وقالت مصادر سياسية، إن التحركات السعودية تأتي ضمن تعليمات أمريكية للرياض بالتحرك للعمل مع الفصائل الموالية للتحالف لتأمين مرور السفن الإسرائيلية، ودفع تلك الفصائل للإصطدام مع قوات صنعاء، مشيرةً إلى أن التحركات السعودية قد تجهض المفاوضات التي وصلت إلى نقطة النهاية بين صنعاء والرياض.

وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي قال، الأحد، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتز، بأنهما إذا لم يتحركا ضد هجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر، فإن “إسرائيل” ستضطر إلى التحرك عسكرياً.

بينما قال مسؤول إسرائيلي إن “تل أبيب” قررت إنشاء وحدة استخباراتية خاصة، تركز على التهديدات القادمة من جماعة “الحوثيين” في اليمن، وفق ما ذكرته صحيفة “haaretz” الإسرائيلية، السبت 9 ديسمبر.

وأضاف المسؤول أن “إسرائيل” تعتبر التهديد الحوثي في اليمن خطيراً جداً على “إسرائيل”، موضحاً أنه إذا تسبب صاروخ من اليمن في أضرار وقتل في “إسرائيل” فسيكون من الصعب عدم الرد.

وفقاً للصحيفة فقد قال مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن “هناك قلقاً كبيراً في الأوساط الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر مؤخراً”.

كما أضافوا أنه في السنوات الأخيرة توقعت المخابرات الإسرائيلية أن الحرب المقبلة ستكون تلك التي ستخوضها “إسرائيل” على عدة جبهات، بمن في ذلك “الحوثيون” في اليمن، وحلفاء إيران في المنطقة.

واشنطن تبحث مع شركاء حماية السفن

ورداً على تهديدات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية، تسعى الولايات المتحدة إلى حث حلفائها على توسيع عمليات قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن عقب هجمات قوات صنعاء، لا سيما تلك التي تمر قرب اليمن، بهدف تأمين حركة الشحن العالمية واحتواء إمكانية توسع حرب “إسرائيل” على قطاع غزة إقليمياً، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

الصحيفة أشارت إلى أن البيت الأبيض يرى أن الخطوة الأمريكية هذه تعد رداً طبيعياً بعد إطلاق قوات صنعاء صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه العديد من السفن التي لها علاقة بـ”إسرائيل”، واحتجازها سفينة إسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة.

وأضافت أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة وشركاؤها سيتمكنون من ردع “الحوثيين” أو كبح مطالب “إسرائيل” باتخاذ إجراء قوي ضدهم، موضحةً أن اتخاذ إجراءات مثل شن الضربات العسكرية أو تصنيف الحوثيين كـ”جماعة إرهابية” يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وآخرون لإنهاء حرب اليمن.

فيما كشفت وسائل إعلام عبرية من بينها صحيفة “يديعوت أحرنوت” هذا الأسبوع أن مسؤولين إسرائيليين يرفضون فكرة التحرك الإسرائيلي المباشر ضد قوات صنعاء، ويرون أن على الولايات المتحدة الأمريكية تولي هذه المهمة.

وفي الولايات المتحدة، يرى العديد من المسؤولين أن التحرك ضد قوات صنعاء يجب أن يكون غير مباشر، بحسب معلومات كشفتها صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية في وقت سابق.

وأعلنت الولايات المتحدة مؤخراً العمل على تشكيل قوة عمل بحرية (من خلال توسيع قوة المهام المشتركة التي تم تشكيلها سابقا مع عدة دول) لمواجهة تهديدات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والتي توسعت هذا الأسبوع لتشمل كافة السفن المتوجهة إلى إسرائيل، أياً كانت جنسيتها، بحسب إعلان رسمي لقوات صنعاء.

صنعاء منعت وصول سفن إلى الموانئ الإسرائيلية

في سياق متصل، أكد مدير عام ميناء “إيلات”، جدعون جولبر، الأحد، أن التهديدات اليمنية بمنع السفن من التوجه إلى “إسرائيل”، “تُعطل 85% من أرباح الميناء”.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن جولبر، قوله إن “تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر منعت وصول سفن تحمل 14 ألف مركبة إلى ميناء إيلات، منذ منتصف نوفمبر الماضي وحتى اليوم”.

وأضاف أن “إسرائيل تخشى إغلاق باب المندب أمام حركة السفن التجارية المتوجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، أو مروراً من قناة السويس، إذ إن ذلك من شأنه أن يطيل مدة السفر لسفن الشحن الآتية من الشرق إلى إسرائيل، بنحو خمسة أسابيع”.

وأوضح جدعون أن “سفن الشحن ستضطر، بسبب ذلك، للالتفاف على القارة الأفريقية عند رأس الرجاء الصالح مروراً بمضيق جبل طارق إلى البحر الأبيض المتوسط”.

في السياق، أوردت “القناة الـ13” الإسرائيلية، في تقرير، أن “حجم الواردات الآتية من الشرق إلى إسرائيل تقدر بنحو 350 مليار شيكل أي ما يعادل 95 مليار دولار سنوياً”.

وأضافت القناة أن “تغيير مسار الملاحة البحرية سيرفع أسعار المنتجات المستوردة بنسبة تُقدر بـ3%، وهو ما من شأنه أن يزيد العبء المادي على كاهل الإسرائيليين بنحو عشرة ونصف مليار شيكل، أي نحو 3 مليارات دولار”.

من جهتها، عبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن تخوفها من التهديدات اليمنية، قائلةً إن “التهديد اليمني بمنع أي سفينة من التوجه إلى “إسرائيل” رفع إلى مستوى التهديد الاستراتيجي”.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن “هذه التهديدات قد تشعل مواجهة عسكرية دولية في البحر الأحمر”.

وأضافت أن الوجود الأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر يبدو أنه “لا ينجح في ردعهم”، مشيرةً إلى أن “الأمر قد يتطلب استعراضاً كبيراً للقوة في المستقبل القريب”.

وفي وقت سابق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن التهديدات اليمنية تفرض على السفن الإسرائيلية الدوران حول أفريقيا، والتأخر في الرحلات مدة 3 أسابيع، إضافةً إلى رفع بدلات التأمين، مشيرةً إلى التأثير العالمي الذي قد ينتج عن ذلك.

وفي السياق، أكد رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن الاحتلال يعيش “حصاراً بحرياً”، مضيفاً أنه تحدث عن هذا الأمر مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، ومع الرؤساء الفرنسي والألماني والبريطاني”.

كما وصف الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في كيان الاحتلال “أمان”، تامير هايمن، قرار صنعاء بـ”التهديد للأمن القومي الإسرائيلي”.

ويأتي ذلك بعد إعلان صنعاء أنها ستمنع السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، أياً كانت جنسيتها، من المرور في بحر العرب والبحر الأحمر، إذا لم تدخل قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء.

حماس تثمن قرار اليمن

من جهتها، أشادت حركة “حماس” بالقرار اليمني، حيث قالت في بيان: “نثمن قرار الإخوة في اليمن الشقيق منع مرور السفن الصهيونية، وكل السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء”.

وتابع البيان: “نعده قراراً شجاعاً وجريئاً ينتصر لدماء شعبنا في قطاع غزة، ويقف ضد العدوان الصهيو أمريكي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية والمجازر ضد كل مقومات الحياة الإنسانية لشعبنا الفلسطيني”.

وأضاف البيان: “ندعو دولنا العربية والإسلامية إلى تفعيل كل مقدراتهم وإمكانياتهم، انطلاقاً من مسؤولياتهم التاريخية، ومن منطلق النخوة والشهامة، للتحرّك نحو كسر الحصار عن غزة، ومنع استمرار المجازر وحرب التجويع والتعطيش ووقف العدوان النازي الذي يرتكبه الاحتلال بدعم أمريكي”.

وجاء هذا القرار بعد تنفيذ صنعاء عدداً من العمليات ضد سفن إسرائيلية، دعماً للمقاومة الفلسطينية، التي تواجه العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين، إذ استهدفت، قبل أسبوع، سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، هما “يونتي إكسبلورر” و”نمبر ناين”، بُعيد استئناف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة.

وفي الـ19 من نوفمبر الماضي، نجحت قوات صنعاء في احتجاز سفينة “غالاكسي ليدر” الإسرائيلية في البحر الأحمر، والتي كان على متنها 52 شخصاً، الأمر الذي أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى إلغاء خطوط الشحن إلى الأراضي المحتلة.