الجديد برس:
تناولت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية التطورات في البحر الأحمر في مقالٍ أكدت فيه أن الدرس الواضح من الهجمات اليمنية الأخيرة هو أن “أمريكا لم تعد مخيفة بعد الآن”.
ونبّهت الصحيفة الأمريكية إلى أن الهجمات اليمنية حدثت على الرغم من وجود مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “فورد” في شرقي البحر الأبيض المتوسط، إضافةً إلى مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” في خليج عدن، لافتةً إلى أن هذا المستوى التقليدي من الردع البحري كان ينبغي له “أن يقلل من أنشطة أعداء الولايات المتحدة”، لكنه بدلاً من ذلك، هوجمت سفن أمريكا وحلفائها.
وحسب “وول ستريت جورنال”، فإن هذه الأحداث تُظهر أن الردع البحري الأمريكي يفشل، مُتطرقةً إلى تقرير حديث صادر عن معهد “ساغامور” يخلص إلى أنه “قد يتبخر هذا الردع قريباً”.
ويشير التقرير إلى أن القيمة الرادعة لسفن البحرية الأمريكية التي تعمل على مقربة من خصمٍ حازم، قد انخفضت مؤخراً، وأن هامش القيادة البحرية الأمريكية يتقلص، كما تفقد واشنطن بسرعة قدرتها على الحفاظ على البحر الأحمر.
قلق أمريكي من ارتفاع كلفة اعتراض هجمات اليمن
في سياق متصل، تحدث تقرير في موقع “بوليتيكو” الأمريكي، بعنوان “صاروخ بقيمة 2 مليون دولار مقابل طائرة بدون طيار بقيمة 2000 دولار”، عن “قلق البنتاغون الأمريكي من التكلفة” التي تفرضها الهجمات من اليمن، مشيراً إلى أن “ذلك سرعان ما يصبح مشكلة لأن الفائدة الأكبر هي في صالح صنعاء.
وأكد التقرير أنه “مع قيام السفن الحربية الأمريكية بعمليات إسقاط ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، يشعر مسؤولو البنتاغون بقلق متزايد ليس فقط من التهديد الذي تتعرض له القوات البحرية الأمريكية والشحن، ولكن أيضاً من التكلفة المتزايدة للحفاظ على سلامتهم”.
وذكر التقرير بأن “مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية أسقطت 38 طائرة بدون طيار وصواريخ متعددة في البحر الأحمر خلال الشهرين الماضيين، ووفقاً لمسؤول بوزارة الدفاع، في يوم السبت الفائت وحده، اعترضت المدمرة “يو إس إس كارني” 14 طائرة بدون طيار هجومية في اتجاه واحد”.
قوات صنعاء كثفت هجماتها وعطلت بالفعل الشحن البحري إلى “إسرائيل”
وبحسب التقرير، فقد تكثفت الهجمات من اليمن في البحر الأحمر. وأوضح أن “تكلفة استخدام الصواريخ البحرية باهظة الثمن، والتي يمكن أن تصل إلى 2.1 مليون دولار للصاروخ الواحد، لتدمير الطائرات اليمنية بدون طيار، والتي تقدر كلفة تصنيعها ببضعة آلاف من الدولارات لكل منها، تشكل مصدر قلق متزايد”، وفقاً لثلاثة مسؤولين آخرين في وزارة الدفاع.
وبيّن أحد مسؤولي وزارة الدفاع أن “تعويض التكلفة ليس في صالحنا”، بينما يقول الخبراء إن هذه “مشكلة تحتاج إلى معالجة”، ويحثون وزارة الدفاع على البدء في النظر في خيارات أقل تكلفة للدفاع الجوي.
من جهتها، أكدت حكومة صنعاء أن الهجمات تأتي دعماً للفلسطينيين في الحرب التي يشنها عليهم كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأنهم لن يتوقفوا حتى توقف “إسرائيل” عملياتها في غزة، وتفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي المقابل، اعتبر ميك مولروي، المسؤول السابق في وزارة الدفاع وضابط وكالة المخابرات المركزية، أنه “سرعان ما يصبح هذا مشكلة لأن الفائدة الأكبر، حتى لو أسقطنا صواريخهم وطائراتهم بدون طيار، ستكون لصالحهم”.
وأضاف مولروي: “نحن، الولايات المتحدة، بحاجة إلى البدء في النظر إلى الأنظمة التي يمكنها هزيمة تلك الأنظمة التي تتماشى بشكل أكبر مع التكاليف التي ينفقونها لمهاجمتنا”.
وكان وزير الدفاع لويد أوستن أعلن، الإثنين، عن تحالف بحري دولي جديد “لحماية الشحن ومواجهة الهجمات” التي يشنها اليمن ضد الاحتلال الإسرائيلي والسفن المتجهة إليه، وقد أشار أوستن إلى أنه “يأخذ الأزمة على محمل الجد”.
وقد أرسل البنتاغون كمية كبيرة من القوة النارية إلى المنطقة، بما في ذلك مجموعتين من حاملات الطائرات، جيرالد ر. فورد في شرق البحر الأبيض المتوسط ودوايت د. أيزنهاور في خليج عدن، بينما تقوم الآن 4 مدمرات وطراد على الأقل بدوريات بالقرب من معبر باب المندب، بحسب بوليتيكو.
وأكد الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام في حوار مع قناة “الميادين” أن تحالف واشنطن البحري الذي أعلن عنه لن يؤثر في العمليات اليمنية، مشيراً، في هذا السياق، إلى وجود الفرقاطات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والقواعد العسكرية في الضفة الأخرى من البحر الأحمر، والتي لم تستطع أن تمنع عمليات اليمن الداعمة لغزة.
وجدد عبد السلام تأكيده أن “الممرات الدولية المحاذية لليمن آمنة، ولا يوجد فيها أي مشاكل أمنية أو عسكرية”. مضيفاً أن ما يتم استهدافه هي السفن المتجهة إلى إسرائيل، أو السفن الإسرائيلية”.