الجديد برس
كتب / جمال الأشول
لم يكن خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد هذا العام هو وحده ما يستحق القراءة والتحليل، فظهوره المباشر بطمأنينة عالية وثقته بالله وبالجهاد واضحة تحمل في مضامينها الكثير ذات أبعاد تاريخية وشرعية وإنسانية أستند إليها السيد من التوجيهات القرآنية والموروث الحضاري الإنساني والفطرة البشرية، وترسيخ ضرورات مواجهة قوى الشر وصد المعتدين ، وترسيخ ثقافة الشِّهَـادَة والاستعداد العالي للتضحية؛ موضحاً أنها في نهاية المطاف هي ثقافة البقاء ، و الثقافة التي تحمي الأُمَّــةَ وبها يتوفر لها العزة والصمود. فقد أكد قائد الثورة “أن الذكرى السنوية للشهيد هي احياء للروحية المعطاءة والصامدة للشهداء وتأكيد على مواصلة السير في درب الشهداء واحتفاءً وتقدير لأسر الشهداء وتذكير بمسؤولية الامة تجاههم ، وأن هذه المناسبة تعبر عن مظلومية المظلومين ، فالجميع يقتلون بغير حق ويستهدفون في حياتهم وهو اشد انواع الظلم .
واوضح السيد القائد أن روحُ العطاء والإيثار والتضحية والصُّمُـوْد والشجاعة والثبات، كُلّ هذه المعاني والقيم اختزنها الشُّـهَدَاءُ وتَـحَـرّكوا وهم يحملونها وعبّروا عنها من خلال مواقفهم وثباتهم وصُمُـوْدهم وفي النهاية شهادتهم، عبّروا بذلك كله عن هذه القيم وجسّدوها في أرض الواقع موقفاً وعملاً وتضحيةً وعطاءً لا يساويه عطاءٌ في واقع الإنْسَـان.
وهذا ما نراه اليوم في اوساط المجتمع اليمني الذي يقدم كل يوم عشرات من الشهداء الذين أقسموا أن يفدوا الوطن بأرواحهم ، واوفوا بالقسم ، ولبوا نداء الدين والوطن ، زاهدين في كل متاع ، بغية أن يبقى اليمن شامخاً وطاهراً من دنس الغزاة والطغاة ، بسواعدهم التي اعتادت على إغاثة المستضعف ، ونصرة الحق والدفاع عن الوطن وعزته وكرامته تلك الثوابت والقيم والاخلاق والتضحية التي غرسها الاسلام والوطن فيهم ، وقدّموا حياتَهم ينشَدُّون نحوَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، يُدرِكون مسئوليتَهم تجاهَ الآخرين ، منطلقين بقيم عظيمةٍ وعزيزة إنْسَـانية عالية يحملون من المشاعر الإنْسَـانية والأحاسيس الإنْسَـانية ما جعلتهم يتألمون حينما يرَون الظلمَ والجرائم التي يرتكبها العدوان يومياً بحق الشعب اليمني وأكد السيد القائد أن الشهيد هو الذي يقتل في موقع الحق و ليس في موقع الظالم والمعتدي ، مشيداً بالشهداء ، وبالسالكين على طريق الشهادة والتضحية في سبيل الله ، مؤكداً أن الشهادة أسمى تعبير عن مظلومية المظلومين الذين يقتلون بغير حق وينالهم الظلم الكبير باستهداف حياتهم .
وحول من يصفون قتلى المرتزقة بالشهداء ، فيما هم يقاتلون وعن يمينهم وشمالهم الأمريكيين والإسرائيليين من مجندي “بلاك ووتر” ، قال السيد القائد ليس شهيداً من يقاتل تحت راية أمريكا وإلى جواره الاسرائيلي والامريكي من مرتزقة بلاك ووتر ،معتبرا أن تلك المشاهد المؤلمة للشهداء التي تعرضها شاشة التلفاز هي لعنة على الطغاة .
وفي المواجهة الذي يخوضها الشعب الميني ضد طغيان واستكبار وإجْــرَام من قوى الشر المتكالبة عليه وعلى رأسها أَمريكا وإسْرَائيْل ومن يلف لفها ويدور في فلكها من الأعراب وعلى رأسهم النظامُ السعودي العميل الجائر الذي جعل من نفسه أداة بيد قوى الشر العالمية تضرب به شعوبَ المنطقة وتخرّبُ به أمن واستقرار المنطقة ، اعتبر السيد القائد إن ذلك يمنح المجتمعَ المؤمنَ صلابةً وثباتاً وتحمُّلا عالياً في مواجَهة التحديات، فيحظى حينَئذٍ بمعونةٍ من الله وتوفيقٍ من الله ونصرٍ من الله .
وعن النظام السعودي اشار أن هذا النظام يقدم نفسه نظاما دينياً ، يقدم تحته مشروعاً كله ظلم واضطهاد وقتل واستعباد ، و أنه جعل من نفسه اداة بيد قوى الشر تحرب به المنطقة ومصالح شعوبنا” واعتبر السيد الشهادة ذروة التضحية في معركة مواجهة الشر والظالمين وتوضيح الفروق بين المدعين للشهادة وبين الشهداء الحقيقين من خلال معرفة أطراف المواجهة، مشيرا إلى أن الصراع بين الخير والشر يتجسدُ في الصراع ما بين من ينتمي للخير وما بين من ينتمي للشر، وهذه حالة مبكرة في واقع البشر، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وثّقها لنا في القُـرْآن الكريم منذ المرحلة المبكرة والأوْلَى للوجود البشري على الأَرْض.
ووصف السيد مجتمع الشهادة بأنه المجتمع الذي يتمكن من كسر جبروت الطغاة والظالمين والفاسدين ، وبأن استعداده هو الذي يؤهل الأمة للثبات في وجه المخاطر والتحديات مهما بلغ حجمها ، فيحظى هذا المجتمع بعون الله وبتوفيق من الله، وبالنصر من عند الله ، معبراً عن اعتزازه بالمجتمع الذي يحمل أعلى درجات الاستعداد للتضحية والفداء في مقابل الحياة بحرية وكرامة ودون رضوخ أو قابلية للاستعباد من الطغاة والمتجبرين في الأرض بغير وجه حق ، مؤكداً على خيارات الشعب اليمني الانسانية والدينية والمبدئية ، في الصمود والمواجهة والتضحية ما دام العدوان قائماً، وأن انتصار وخلاص المستضعفين هو خاتمة الجهاد في سبيل الله .
السيد شدد أيضا على ارتباط الشعب اليمني بالوفاء وضرورة عكسه على وضع اسر الشهداء من خلال الاهتمام بهم وعلى أن تكون مؤسسات الدولة على رأس من يترجم معنى الوفاء مع اسر الشهداء . و أثنى السيد القائد على تضحيات الشهداء وثبات أسرهم ، مؤكداً أن من حق أسر الشهداء أن “نتعاطى معهم مثل أسرنا تماماً “.