الأخبار المحلية تقارير

صحفي برازيلي: كيف يغير اليمن كل شيء؟

الجديد برس:

نشر موقع “المهد” مقالاً، للكاتب والصحفي البرازيلي بيبي إسكوبار، بعنوان “كيف تغير اليمن كل شيء”، قال فيه “إن التأثيرات المتوالية التي يخلفها الحصار المذهل الذي يفرضه أنصار الله في اليمن على إسرائيل في البحر الأحمر تمتد إلى ما هو أبعد من الشحن العالمي وسلاسل التوريد وحرب الممرات الاقتصادية، فضلاً عن تقليص حجم قوة البحرية الأمريكية”.

وأشار الصحفي البرازيلي والباحث الجيوسياسي بيبي إسكوبار إلى أن “أنصار الله، حددوا بشكل واضح أنه سيتم اعتراض أي سفينة تابعة لإسرائيل أو متجهة إلى إسرائيل. وبينما ينزعج الغرب من هذا الأمر، ويتخيل نفسه هدفاً، فإن بقية العالم تدرك تماماً أن جميع أنواع السفن الأخرى حرة في المرور، حيث تستمر الناقلات الروسية وكذلك السفن الصينية والإيرانية وسفن الجنوب في التحرك بدون عراقيل عبر باب المندب والبحر الأحمر”.

وفي إشارة إلى انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية من حظر نشاط السفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر، قال الكاتب: “وحدها الدولة المهيمنة منزعجة من هذا التحدي الذي يواجه “النظام القائم على القواعد”، إنها غاضبة من إمكانية إعاقة السفن الغربية التي تنقل الطاقة أو البضائع إلى إسرائيل التي تنتهك القانون، ولأن سلسلة التوريد قد انقطعت وغرقت في أزمة عميقة”، مؤكداً أن الهدف المحدد هو الاقتصاد الإسرائيلي، الذي ينزف بشدة بالفعل. لقد أثبتت خطوة يمنية واحدة أنها أكثر فعالية من سيل من العقوبات الإمبريالية”.

وتابع الكاتب: “الآن يبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بشكل رسمي، برسالة لا لبس فيها: انسوا قناة السويس. والطريق الذي ينبغي علينا أن نسلكه هو طريق بحر الشمال- الذي يطلق عليه الصينيون، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين- طريق الحرير في القطب الشمالي”، مضيفاً: “بالنسبة للأوروبيين المذهولين، قدم الروس ثلاثة خيارات مفصلة: أولاً: الإبحار لمسافة 15 ألف ميل حول رأس الرجاء الصالح. ثانياً: استخدام طريق روسيا البحري الشمالي الأرخص والأسرع. ثالثاً: إرسال البضائع عبر السكك الحديدية الروسية”.

وأوضح إسكوبار أن “شركة روساتوم، التي تشرف على طريق بحر الشمال، أكدت أن السفن غير الجليدية أصبحت الآن قادرة على الإبحار طوال الصيف والخريف، وسوف تصبح الملاحة على مدار العام ممكنة قريباً بمساعدة أسطول من كاسحات الجليد النووية”، مؤكداً أن كل ذلك كان “نتائج مباشرة للتحرك اليمني الواحد”.

وكان خبراء دوليون أكدوا أن الحصار الكامل للإمدادات ذات الصلة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر، بفعل هجمات قوات صنعاء، يكلف إسرائيل ما لا يقل عن 10 ملايين دولار في اليوم، مضيفين أن تغيير المسار حول إفريقيا قد يجعل التجارة غير مربحة.

وبحسب وكالة “ريا نوفوستي” الروسية فقد قدر كبير المحاضرين في قسم النظرية الاقتصادية بالجامعة الروسية ج.ف. بليخانوف خوجا كافا، إجمالي الخسائر الاقتصادية لمدة شهر من الحصار الكامل بنحو 4 مليارات دولار”.

وأوضح خوجا كافا أن تصعيد الوضع في البحر الأحمر قد يؤدي إلى عدد من المشاكل الاقتصادية لـ”إسرائيل”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تجري جميع تجارتها الخارجية تقريباً عن طريق البحر عبر قناة السويس والبحر الأحمر”.

وقال الخبير الروسي إن “موانئ إيلات وأشدود الإسرائيلية تجني الأموال عن طريق نقل البضائع بين آسيا وأوروبا. وهذا التدفق سينخفض بسبب الحصار”.

من جهته، أشار مدير تحليلات KROS، أندريه ليبيديف، إلى أن الخسائر الرئيسية الناجمة عن الصراع الآن يتحملها ميناء إيلات الإسرائيلي الواقع على البحر الأحمر، إلى مليارات الدولارات خاصة بعد تراجع حركة الملاحة بنسبة 85% وإيراداتها بنسبة 80% منذ بدء هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأشار ليبيديف، إلى أن ميناء إيلات هو الميناء الوحيد الذي يمنح “إسرائيل” الفرصة للوصول مباشرة إلى طرق التجارة إلى الشرق، متجاوزة قناة السويس، مؤكداً أن تحويل طرق التجارة من إيلات إلى طريق عبر البحر الأبيض المتوسط وحول أفريقيا ستؤدي إلى زيادة وقت السفر بمقدار أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، الأمر الذي سيزيد بشكل كبير من تكاليف الشركات التجارية ويجعل التجارة غير مربحة”.

وتقدر خسائر “إسرائيل” الناجمة فقط عن حصار قوات صنعاء للإمدادات البحرية من البحر الأحمر الذي بدأ منذ الـ19 من نوفمبر الماضي حتى نهاية ديسمبر 2023 بنحو 4.2 مليار دولار جراء أيام الحصار- الفعلي البالغة 42 يوماً- للإمدادات البحرية من البحر الأحمر- فقط- إلى “إسرائيل”.

وأقرت وسائل إعلام أمريكية بوضع “إسرائيل” الاقتصادي الصعب بعد تسبب هجمات قوات صنعاء في عزل “إسرائيل” عن حركة التجارة في البحر الأحمر، رداً على جرائم جيش الاحتلال في غزة.

ووفقاً لما نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية الشهيرة، أدت سلسلة من الهجمات التي نفذتها قوات صنعاء إلى قطع شريان حاسم لاقتصاد “إسرائيل” وسط حربها المستمرة ضد حماس في غزة، حسب تعبيرها.