الجديد برس:
حذر مجلس الانقاذ الوطني اليمني الجنوبي، من العدوان الأمريكي السافر الذي استهدف عدداً من الزوارق اليمنية في البحر الأحمر وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء، معتبراً ذلك انتهاك واضح للمياه الإقليمية والسيادة اليمنية.
وقال المجلس في بيان أصدره يوم الإثنين، إن “الممر البحري الدولي يقع داخل نطاق مياه اليمن الإقليمية التاريخية”، مضيفاً أن “أي عمل عدائي من أي دولة كانت هو عدوان على السيادة الوطنية، وهو ما يكفل لبلادنا حق الرد والدفاع عن السيادة الوطنية بكافة الطرق والوسائل المتاحة”.
وأشار المجلس في بيانه إلى أن “ما حدث من هجوم أمريكي، إعلان حرب واضح يمس بأمن المنطقة عموماً وأمن البحر الأحمر والملاحة التجارية خصوصاً، ويفتح الباب على مصراعيه لتوسيع وتصعيد الأزمات التي تمر بها المنطقة”.
ودعا كافة المكونات السياسية اليمنية وجماهير الشعب اليمني لنبذ خلافاتهم، والإلتفاف وحشد الجهود للدفاع عن الوطن أمام هذا العدوان الأمريكي السافر، والذي قد تكون له تداعياته الخطيرة على اليمن والمنطقة والعالم.
وشدد بيان المجلس على ضرورة إضطلاع المجتمع الدولي بواجباته في إيقاف عجلة القتل وإراقة الدماء والتدمير التي تديرها أمريكا و”إسرائيل” في المنطقة.
وكانت قوات صنعاء قد أعلنت، مساء الأحد، عن استشهاد وفقدان عشرة من منتسبيها، جراء هجوم أمريكي على زوارقها البحرية في البحر الأحمر.
وقالت قوات صنعاء في بيان رسمي أن “قوات العدو الأمريكي أقدمت على الاعتداء على ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية ما أدى إلى استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية”، بحسب تعبير البيان.
وأضافت أن ذلك جرى “بينما كانت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية تمارس مهامها الاعتيادية الرسمية في ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية الملاحة البحرية إضافة إلى أداء واجبها الإنساني والأخلاقي الذي أعلنه اليمن في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى مواني فلسطين المحتلة من المرور عبر البحر الأحمر تضامناً وإسناداً للشعب الفلسطيني”.
وتابع البيان أن “العدو الأمريكي يتحمل تبعات هذه الجريمة وتداعياتها وأن تحركاته العسكرية في البحر الأحمر لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني دعماً ونصرة للمظلومين في فلسطين وغزة”.
وفي غضون ذلك، علقت حركات المقاومة الفلسطينية على سقوط شهداء يمنيين بنيران القوات الأمريكية في البحر الأحمر.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان يوم الإثنين: “ننعى شهداء اليمن ولبنان الذين ارتقوا في ميادين التضامن والدفاع عن غزة والقدس وفلسطين”.
وأضافت: “بكل معاني الفخر والاعتزاز، نترحم على شهداء أمتنا، الذين ارتقوا في ميادين النصرة والتضامن والدفاع عن شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية العادلة؛ وكان آخرهم قافلة الشهداء العشرة من الإخوة في اليمن الشقيق، الذين استهدفهم قصف أمريكي لزوارقهم في البحر الأحمر، وهم يقومون بواجبهم في منع سفن متجهة للكيان الصهيوني، تعبيراً عن تضامنهم مع أهلنا في قطاع غزَّة، ورفضاً لاستمرار العدوان الصهيوني”.
وتابع البيان “نعبّر عن عميق تقديرنا وتثميننا لكل المشاركات الشجاعة والجريئة، إسناداً ونصرةً لأهلنا في قطاع غزة، وتخذيلاً وإشغالاً للعدو الصهيوني، ونترحم على شهدائهم، ونبارك مشاركتهم شعبنا نضاله وتضحياته على طريق التحرير والعودة”.
الجهاد الإسلامي تدين بشدة العدوان الأمريكي على اليمن
من جهتها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بأشد العبارات، “العدوان الأمريكي على القوات اليمنية في مياه البحر الأحمر”.
وقالت الحركة في بيان لها: “تدين حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأشد العبارات العدوان الأمريكي على القوات اليمنية، في اعتداء جديد على بلد عربي ومسلم، بعد أن عاثت فساداً وقتلاً بحق شعوب أمتنا في بلدان أخرى، ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية هي التي تدير حروب المنطقة وتتحمل المسؤولية الكاملة عن المجازر في منطقتنا”.
وأضاف البيان: “إن الإدارة الأمريكية التي تدير الحرب على شعبنا في غزة، بعدوانها هذا تكون قد انخرطت عسكرياً في الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني وتهدف إلى معاقبة الشعب اليمني العزيز على مواقفه الشجاعة بمواجهة الحصار على غزة بفرض حصار على السفن الصهيونية”.
وتابع البيان: “إننا، في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إذ ننعى شهداء القوات المسلحة والشعب اليمني، فإننا نعرب عن تضامننا الكامل مع الشعب اليمني الشقيق والعزيز، ونهيب بأبناء الأمة العربية والإسلامية مواجهة العدوان الأمريكي ضد اليمن بكل الوسائل الممكنة”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنعي أبطال البحرية اليمنية
بدورها، نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “أبطال القوة البحرية اليمنية الذين استهدفهم العدو الأمريكي”، مؤكدةً أن “ما قدمه اليمن لفلسطين في هذه المواجهة هو التجسيد الحقيقي لقيم العروبة ومعنى وجود هذه الأمة ودورها في معركة المصير والوجود الحالية”.
وقالت الجبهة الشعبية: “إن أوهام العدو الصهيوني ستسقط وتتحطم تباعاً، وإنه لن يفلح في تحقيق أهدافه من حربه على غزة، فشعبنا لن يتراجع أو يستسلم بعد كل هذه التضحيات التي قدمها، والألآم الهائلة التي أصابته في هذا العدوان”.
وأضافت: “إن شعبنا ما زال صامداً أمام القصف والمذابح والتهجير الممنهج، وبرد الخيام وجوع الأطفال وتدمير المستشفيات، ولم يرفع الراية البيضاء، ولن يفرط بقطرة واحدة من دماء الشهداء وسيمضي متمسكاً بعهدهم، مهما كان ولا زال من تخاذل وعجز وتآمر.
واعتبرت أن “اعتصامات وفعاليات الجماهير العربية التي حاصرت السفارات الأمريكية في بعض الدول، تأكيد على وعي الجماهير بالدور المركزي للعدو الأمريكي في إبادة شعبنا، مشددةً على ضرورة تصعيد هذه الفعاليات وكل أشكال النضال ضد قوى العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية”.
وشددت على “ضرورة الارتقاء بالفعل النضالي الفلسطيني الموحد على امتداد الوطن المحتل، فلا معنى للانكفاء أو الخوف أو الخضوع لتهديدات العدو وأجهزته القمعية إلا كوصفةٍ للانتحار والاستسلام أمام الإبادة التي لا يستثني منها العدو أحد من شعبنا، وأن المطلوب الآن تجاوز كل دعاة الاستسلام والخنوع للعدو، واستعادة شعبنا لسيادته على فعله وقراره ومصيره، وهذا لن يحدث إلا بالانخراط الواسع في هذه المعركة المصيرية”.
وتوجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتحية لجماهير الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، ولكل أبطال المقاومة على امتداد الوطن المحتل.
وأكدت أن “دخول العالم عامه الجديد في ظل استمرار المذابح ضد الشعب الفلسطيني هو وصمة عار في تاريخ الإنسانية، وشاهد على حجم الظلم والتآمر الذي يتعرّض له الفلسطينيين، ومدى وحشية العدوان الذي تقوده المنظومة الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية”.
ودعت الجبهة لارتقاء الموقف الشعبي العربي، للدور النضالي المنشود، والكفيل بإحداث تغيير في الموقف الرسمي، وأيضاً في الاستنزاف الجدي لقوى العدوان ومصالحها، فهذه نقطة فارقة في كفاح طويل خاضته الأمة العربية وشعبنا الفلسطيني في مقدمتها لأجل الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستعمار.