الجديد برس:
علقت دول غربية عدة تمويلها، مؤقتاً، إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة “الأونروا”، بسبب مزاعم إسرائيلية تحدثت عن احتمال مشاركة موظفين بالوكالة، في عملية “طوفان الأقصى”، يوم السابع من أكتوبر 2023.
وأعلنت وزارة الخارجية الأسترالية تعليق تمويل بلادها لـ”الأونروا” مؤقتاً، موضحةً في بيان، اليوم السبت، أن “أستراليا ستنضم إلى شركائها ذوي التفكير المماثل في الولايات المتحدة وكندا”.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، عن تعليق تمويل “روما للوكالة”.
بريطانيا هي الأخرى أعلنت السبت أنها “ستعلق مؤقتاً أي تمويل مستقبلي” لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وأعربت وزارة الخارجية البريطانية عن “الاستياء إزاء المزاعم حول تورط موظفين في الأونروا في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل” مؤكدة أنه سيتم تعليق هذه المساعدات بينما “نقوم بمراجعة هذه الادعاءات المثيرة للقلق”.
وأعلنت سويسرا التي بلغت مساهماتها للأونروا نحو 20 مليون فرنك سويسري (23 مليون دولار) في السنوات الأخيرة، أنها لم تتخذ قراراً بعد بشأن الموافقة على تقديم التمويل لعام 2024 حتى يتم البت في الاتهامات.
وأضافت “لن يتم اتخاذ أي قرار بشأن هذه الدفعة حتى نحصل على مزيد من المعلومات حول الاتهامات الخطيرة ضد موظفي الأونروا”.
وأضافت أن “سويسرا لا تتسامح إطلاقاً مع كافة أشكال دعم الإرهاب أو الدعوات إلى الكراهية أو التحريض على العنف”، مؤكدة أنها ” تتوقع اتخاذ إجراءات فورية في مواجهة الاتهامات ذات المصداقية”.
وعلقت فنلندا التي أبرمت اتفاقاً مدته أربع سنوات لتقديم خمسة ملايين يورو سنويا للأونروا، تمويلها، ودعت إلى إجراء “تحقيق مستقل وشامل” في الاتهامات، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وقالت “علينا أن نتأكد من عدم وصول يورو واحد من أموال فنلندا إلى حماس أو إرهابيين آخرين”، حسب تعبيرها.
وكانت سلطات الولايات المتحدة ومن ثم كندا، قد أعلنت تعليق أي تمويل إضافي لوكالة “الأونروا”، بسبب اتهامات إسرائيلية تتحدث عن “احتمال مشاركة نحو 12 موظفاً لدى الوكالة، في الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل”.
حماس: “إدعاءات كاذبة”
وتعليقاً على تعليق تمويل هذه الدول لـ”الأونروا”، دانت حركة حماس، اليوم، هذه الإجراءات، داعيةً الأمم المتحدة إلى “عدم الرضوخ لابتزازات الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته، وسعيه لقطع شرايين الحياة عن الشعب الفلسطيني”.
وقالت الحركة في البيان: “إننا ندين بشدة تحريض الكيان الصهيوني على مؤسسات أممية تساهم في “إغاثة شعبنا الذي يتعرض لإبادة جماعية” بينها الصحة العالمية والأونروا”.
وأضافت: “آخر هذه الاتهامات، الاتهام الأجوف لمنظمة الصحة العالمية بما أسموه ‘التواطؤ’ مع حركة حماس، بإعادة الادعاء الكاذب بشأن استخدام الحركة للمستشفيات في أعمال عسكرية”.
وتابعت : “كما التحريض على وكالة الأونروا بهدف قطع التمويل عنها وحرمان شعبنا من حقه في خدمات تلك الوكالات الدولية”.
ودعت الحركة “الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى عدم الرضوخ لتهديدات وابتزازات الكيان الإسرائيلي الذي يسعى لقطع كافة شرايين الحياة عن شعبنا”.
وأكدت “أهمية دور هذه الوكالات في إغاثة شعبنا، وتوثيق جرائم الاحتلال التي فاقت أبشع ما عرفته البشرية من جرائم في عصرنا الحديث”.
وفي السياق، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الجمعة، عن رفض المنظمة اتهامات إسرائيلية لها بأنها “متواطئة” مع حركة حماس، و”تغض الطرف عن معاناة الأسرى الإسرائيليين في غزة”.
وقال غيبريسوس، إن “ادعاءات إسرائيل كاذبة وتعرض موظفينا للخطر”، مؤكداً أن “المنظمة الأممية محايدة، وتعمل من أجل صحة جميع الناس”.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء الماضي، بأن عدد ضحايا موظفي “الأونروا” في قطاع غزة ارتفع ليصل إلى 153 ضحية من جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.
وقال غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “مع الأسف، 153 من زملائنا قتلوا”، وذلك في الحرب الدائرة في غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
يشار إلى أن “الأونروا” تقدم المساعدات للفلسطينيين، وتؤوي في منشآت تابعة لها، النازحين من القصف والهجوم البري الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب عملية السابع من أكتوبر 2023.