الجديد برس:
اتهم سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، الإمارات العربية المتحدة برعاية ودعم ميليشيا الدعم السريع في الحرب التي شنتها على الدولة السودانية في منتصف شهر أبريل الماضي.
وقال إدريس، في خطابه أمام جلسة مجلس الأمن أمس، إن القوات المسلحة تواصل حربها الدفاعية لصد العدوان متعدد الأطراف الذي ترعاه عدد من الدول، من ضمنها الإمارات العربية المتحدة التي تزود ميليشيات الدعم السريع بالأسلحة عبر مطار أم جرس.
وأكد ثبوت مشاركة مجموعات من دول أفريقية في الحرب إلى جانب ميليشيا الدعم السريع، مثل أزواد وسليكا وفاكل Facl جبهة الوفاق، مشيراً إلى أن هذا التحالف سيهدد الأنظمة في مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.
ولفت إدريس إلى أن هجوم ميليشيا الدعم السريع على مدينة ود مدني أدى إلى تشريد ربع مليون أو أكثر من المواطنين، وتعطيل عمل المنظمات الإنسانية التي لا تقل عن 57 منظمة، وتكرر مسلسل الاغتصابات والمعاملة المهينة والمحطة للكرامة الإنسانية على شاكلة محاكم التفتيش في الأندلس في القرن الخامس عشر الميلادي.
كذلك، شبه مندوب السودان ما قامت به ميليشيا الدعم السريع بالحصار والإحراق والقتل والتدمير الذي قام به الرومان عندما دمروا قرطاج عام 148.
وأفاد إدريس بأن ميليشيا الدعم السريع شنت تحت مرأى ومسمع ورصد العالم أجمع سلسلة من الهجمات الممنهجة واسعة النطاق، هدفت عملياً إلى التطهير العرقي والقتل على أساس الهوية، ومن منطلقات دافعها الانتقام، ما تسبب بإهلاك أعداد كبيرة من قبيلة المساليت يتراوح عددهم ما بين 10-15 ألفاً، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
واعتبر أن جريمة الإبادة الجماعية يمكن تسببها بمجرد إلحاق الأذى البدني والمعنوي الجسيم، وتعريض الضحايا إلى وضعية معيشية بقصد التسبب في الإهلاك العمدي والمادي والقتل القسري للأطفال أو ترحيل السكان وقتلهم بشكلٍ قسري والاغتصاب والاسترقاق والعنف الجنسي والقتل العمد.
وطالب إدريس المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتعاطي بمهنية مع طبيعة تلك الأفعال الوحشية، ومع تدمير البنى التحتية ونهب مخازن الأدوية وإحراق بعضها، وإحراق المنازل والمساكن، وتدمير مصادر المياه والإنتاج، وفرض الحصار على المدينة ومحلياتها، وقطع الطرق التي تؤدي إليها.
بدوره، طالب المندوب الدائم للجزائر في مجلس الأمن برفض التدخل الخارجي في السودان من خلال الدعم بالسلاح، في إشارةٍ إلى الدعم الإماراتي لميليشيا الدعم السريع بالسلاح عبر دولة تشاد.
يشار إلى أن الحرب التي اندلعت في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي أدت إلى نزوح 7.1 ملايين شخص، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة سابقاً، واصفةً إياها بـ”أكبر أزمة نزوح في العالم”.