الأخبار المحلية عربي ودولي

غضب شعبي واسع في الأردن على مشاركة الحكومة في كسر الحصار عن “إسرائيل”

الجديد برس:

تشهد الأردن غضباً واحتجاجاً شعبيين واسعين جراء تسخير بلادهم واستخدمها لنقل شحنات البضائع من الإمارات إلى “إسرائيل”، عبر طريق بري جديد يمر عبر السعودية والأردن، وسط مطالبات بمنع مرور الشاحنات وإغلاق ذلك الطريق الذي وصف بأنه يساعد كيان الاحتلال على كسر حصار البحر الأحمر، الذي تنفذه قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية أو التي لها ارتباط بـ”إسرائيل” في إطار تضامن اليمن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للحصار والابادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023.

وقال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، في تقرير، إن مئات الأردنيين نظموا احتجاجات للمطالبة بإنهاء“الجسر البري الصهيوني”، والذي جاء بهدف الالتفاف على تأثير الهجمات على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من قبل حركة أنصار الله، والمعروفة باسم الحوثيين.

وذكر الموقع أن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت، منتصف ديسمبر 2023، بوصول الدفعة الأولى من الشحنات التجارية من المنتجات الطازجة إلى “إسرائيل” من الإمارات عبر طريق بديل جديد يمر عبر السعودية والأردن ويستغرق يومين.

وأوضح الموقع أنه ومنذ ذلك الحين، تحاول الحكومة الأردنية وبشكل متكرر دحض تلك الأخبار باعتبارها معلومات مضللة، مبيناً أن رئيس الوزراء نفى وبشدة خلال جلسة لمجلس الوزراء ما تردد عن مرور شحنات إماراتية عبر بلاده ووصفه بأنه كذب، حيث قال: “لقد سمعنا ونسمع الكثير من التشويه والتضليل والأكاذيب حول ما يجري في الأردن وفي عموم الأردن من شأنه أن يوفر غطاء أو دعما لاستمرار آلة القتل التي نعمل جاهدين وجديين على إيقافها”، كما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” عن مصادر في وزارتي النقل والصناعة والتجارة نفيها تلك الأخبار.

وأشار الموقع إلى أنه وسط محاولات الحكومة الأردنية لتكذيب تلك الأخبار، قامت القناة 13 الإسرائيلية بنشر تقرير بتاريخ 31 يناير المنصرم، تسبب بإثارة غضب واسع النطاق في الأردن.

وبين الموقع أن التقرير الذي بثته القناة الإسرائيلية يتضمن مقابلات مع سائقي شاحنات قادمين من الإمارات يحملون بضائع إلى “إسرائيل”، ولقطات من طائرات بدون طيار لعشرات الشاحنات التجارية المتوقفة عند المعبر الحدودي الذي يربط الأردن بـ”إسرائيل” في منطقة وادي الأردن.

ونتيجة لذلك وبعد تأكد الشارع الأردني من صحة المعلومات التي كانت الحكومة تحاول تكذيبها، نفذ الأردنيون الأيام الماضية العديد من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية في مدينة عمان ومدن أخرى مثل إربد والعقبة والكرك والزرقاء، مطالبين بقطع العلاقات مع “إسرائيل”، وإلغاء اتفاقيات الغاز، ومنع عبور أي شاحنة قادمة من دول الخليج إلى كيان الاحتلال.

وقال موقع”ميدل إيست آي”، إنه في وقفة احتجاجية، مساء السبت الماضي، قرب الجامعة الأردنية، شكل عشرات الطلاب سلسلة بشرية ورفعوا لافتات تندد بالشاحنات التي تحمل البضائع “في عصر المجازر”، وتقاعس الدول العربية عن كسر الحصار عن غزة حيث يواجه السكان مجاعة كارثية.

وقال عضو حركة مقاطعة “إسرائيل” في الأردن “نقف اليوم لقطع الطريق البري الذي ينقذ العدو الصهيوني من حصار المقاومة في البحر الأحمر، والذي أعاد إلى السيادة العربية بأيد عربية”، في إشارة لقوات صنعاء التي تمنع مرور السفن الإسرائيلية أو التي لها ارتباط بـ”إسرائيل” من البحر الأحمر حتى يتم السماح بدخول الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني.

وكانت قوات صنعاء قد أعلنت في، 19 نوفمبر 2023، عن البدء بتنفيذ عمليات عسكرية ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ فلسطين المحتلة ولها ارتباط بـ”إسرائيل” من أي جنسية كانت، موضحة أن ذلك يأتي في إطار موقف اليمن الداعم لفلسطين وشعبها، مشترطة لوقف تلك العمليات، وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإدخال الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني بشكل وأهالي غزة بشكل خاص.

وتسبب قرار قوات صنعاء بمنع السفن الإسرائيلية أو التي لها ارتباط بـ”إسرائيل” من المرور عبر البحر الأحمر بشلل شبه تام في نشاط الشحن إلى ميناء إيلات، حيث قال الرئيس التنفيذي للميناء، إنه منذ بدء الهجمات، شهد الميناء الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر في إيلات انخفاضا بنسبة 85% في نشاط الشحن.