الجديد برس:
أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن الضربات الغربية على اليمن تنتهك القانون الدولي، ولا ينطبق الحق في الدفاع عن النفس على حماية الشحن.
وقال بوليانسكي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول تطورات الأوضاع في اليمن والشرق الأوسط: “مثل هذه التصرفات من جانب الدول الغربية تشكل انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي. ولا يمكن استخدام الحق في الدفاع عن النفس لضمان حرية الملاحة”.
وأضاف نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن “العدوان المستمر لما يسمى التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد سيادة اليمن قد يعقِّد آفاق التسوية ونتائج المفاوضات في اليمن”.
وتابع أن “الهجمات واسعة النطاق على أراضي هذه الدولة الشرق أوسطية التي بدأت في 11 يناير لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، ومثل هذه التصرفات من جانب الدول الغربية تشكل انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي”.
وقال إن “المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي يشير إليها الأمريكيون والبريطانيون، لا تنطبق على حالة السفن التجارية، حيث لا يمكن استخدام حق الدفاع عن النفس لضمان حرية الملاحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية السفن التي ترفع علم دولة ثالثة، وفي الوقت نفسه، لم تكن هناك عقوبة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بموجب الفصل السابع من الميثاق لاستخدام القوة”.
وتابع أن “التفسير المشوه لقرار مجلس الأمن رقم 2722، الذي لا يبارك العمل العسكري في اليمن، أمر غير مقبول أيضاً، وهذا النهج الخطير، الذي يمارسه الغرب على نحو متزايد، يقوض سلطة مجلس الأمن والأمم المتحدة برمتها، ويؤدي إلى تدمير البنية الأمنية برمتها على نطاق عالمي”.
وأضاف: “نلاحظ مع الأسف أن الاتحاد الأوروبي قرر اتباع نفس المسار الشرير بعد الأمريكيين وأعلن ما يسمى بـ العملية (الدفاعية) أسبيدس والتي، بحسب بروكسل، ستبدأ في العمل في 19 فبراير، الأسبوع المقبل”.
وقال: “أود أن أؤكد أن روسيا تدين بشكل قاطع الهجمات واعتراض السفن التجارية، وكذلك أي خطوات تعيق حرية الملاحة، ونحن ننقل الإشارات المناسبة إلى قيادة حركة أنصار الله، لتشجيعها على التركيز على الأجندة اليمنية الداخلية ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات ذات الصلة، لكن المغامرات الغربية المشبوهة تخلق مخاطر إضافية على العملية اليمنية الداخلية، دون أن تجعل الملاحة في المياه المذكورة أكثر أماناً على الإطلاق، بل على العكس من ذلك، فإن الخطوات التدميرية للغرب لا تساهم إلا في زيادة انتشار الفوضى في المنطقة”.
وتابع: “الهجمات غير القانونية في اليمن لها تأثير سلبي على الوضع الإنساني الصعب بالفعل في البلاد.. إذا كان زملاؤنا الأمريكيون والبريطانيون يريدون المساعدة حقاً، فيجب عليهم تقليص النشاط العسكري ضد اليمن على الفور والتركيز على المساعدة الفعلية للأشخاص العاديين الذين يعيشون في جميع أنحاء ذلك البلد”.
وأكد أن “السبب الجذري للوضع الحالي هو العملية العسكرية الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، والتي أثارت سلسلة من ردود الفعل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بما في ذلك أعمال حركة أنصار الله”.
وأضاف: “سيكون للوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع تأثير على استقرار الوضع في البحر الأحمر”.
وقال: “نحن نفهم الموقف الصعب الذي تجد وساطة الأمم المتحدة نفسها فيه بسبب التصرفات قصيرة النظر لأصدقائنا من الغرب، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وبريطانيا ففي الواقع، كل ضربة جديدة على أراضي اليمن تؤدي إلى الجولة المقبلة من التصعيد وتؤخر احتمالات تطبيع الأوضاع”.
واختتم بالقول إن “روسيا تسعى بإخلاص لمساعدة اليمنيين على التوصل إلى اتفاق، وقد كثفت جهود الوساطة الخاصة بها على خلفية الأعمال العدوانية التي تقوم بها واشنطن وأقمارها الصناعية، وفي اتصالاتنا مع جميع القوى السياسية اليمنية الرائدة والشركاء الإقليميين الرئيسيين، نواصل التأكيد على ضرورة تحقيق استقرار الوضع على المدى الطويل بسرعة في إطار حوار شامل بين اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة”.