الجديد برس:
اتهم قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، الخميس، الإدارة الأمريكية بأنها شريكة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة، مؤكداً استمرار العمليات اليمنية في البحر الأحمر، نصرةً لغزة ومقاومتها.
وقال قائد حركة أنصار الله، في كلمة متلفزة حول آخر التطورات والمستجدات، إن قوى الشر تسخر إمكاناتها وأحدث وسائل القتل عندها، وتزود بها كيان الاحتلال الإسرائيلي، ليقتل بها الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد الحوثي، أن القنابل والأسلحة الفتاكة، التي تُستخدم لقتال الجيوش “يقصف بها الاحتلال الأطفال والنساء في غزة”.
ورأى أن هذا المستوى من الإجرام، من خلال قتل آلاف الأطفال والنساء، عبر هذه الوتيرة من العدوان، ومن حجم الدمار واستمرار القتل والإجرام للشهر الخامس على التوالي، يعود إلى الدعم الأمريكي، متهماً الولايات المتحدة بأنها المسؤول الأول عن هذه الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأشار الحوثي إلى أن الولايات المتحدة تزود كيان الاحتلال بأكثر من 25 ألف طن من الأسلحة ليقتل بها أهالي غزة، كما تشارك عبر الخبراء العسكريين والحضور في مجلس الحرب الإسرائيلي، مذكراً بأن الاحتلال نفذ أكثر من 46 ألف غارة على قطاع غزة.
ولفت إلى أن كمية المتفجرات التي قصف بها الاحتلال قطاع غزة تعادل أربع مرات القنبلة الذرية التي ألقتها واشنطن على هيروشيما.
وتطرق الحوثي، في كلمته، إلى حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة نتيجة العدوان بالأرقام، وقال إن “هناك 79200 وحدة سكنية دمرها الاحتلال بصورة كلية، و290 ألف وحدة سكنية دمرها بصورة جزئية، كما أخرج 30 مستشفى عن الخدمة كلياً”.
وأشار إلى أن كمية الأنقاض الناجمة عن التدمير قد تستغرق وقتاً لإزالتها يتجاوز 3 أعوام، وهدف ذلك جعل غزة غير قابلة للحياة، لافتاً إلى أن الاحتلال اعترف بإطلاقه أكثر من 90 ألف قذيفة وصاروخ مدفعي على غزة خلال 50 يوماً فقط.
وأضاف الحوثي أنه، بحسب الإحصاءات، فإن 95% من أهالي قطاع غزة باتوا نازحين، بالإضافة إلى أن جنود الاحتلال يعمدون أيضاً إلى سرقة منازل الفلسطينيين ونهبها، سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة. كما أنهم يقومون بالاعتداء على الأسرى والأسيرات، وينتهكون حقوقهم في السجون الإسرائيلية.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال نبشت أيضاً نحو ألفي قبر للفلسطينيين، وسرقت أعضاء من أكثر من 300 جثمان.
وحذر قائد حركة أنصار الله من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بصورة عامة، والمؤامرة على رفح، جنوبي القطاع، بصورة خاصة، يستدعي تدخلاً عربياً، مشدداً على أنه يجب أن يكون هناك تحرك مسموع وقوي من جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ضد المؤامرة في رفح.
ورأى عبد الملك الحوثي أن من واجب مصر أن تكون في الصدارة فيما يتعلق برفح، لأن ذلك يهدد أمنها القومي.
وبالنسبة إلى الجبهات التي تساند غزة، أكد قائد أنصار الله أنها مستمرة من جنوبي لبنان، إلى المقاومة في العراق، وصولاً إلى اليمن، مشيراً إلى أن الأعداء يعترفون بتأثير جبهة اليمن.
وأكد الحوثي أن الأمريكي يواجه القوى الحرة التي تساند الشعب الفلسطيني، موضحاً أن العدوان على اليمن هو في هذا الإطار.
وقال قائد أنصار الله إن ما يحدث في المنطقة يُظهر الفشل الاستراتيجي والتحول أيضاً بالنسبة إلى الأمريكيين، مبدياً عتبه على الكثيرين الذين يقفون موقف المتخاذل، بينما أن البعض الآخر يقف موقف المتواطئ مع العدو والمساعد له في الخفاء.
وبالنسبة إلى العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، أكد عبد الملك الحوثي أن الأعداء (الأمريكيين والبريطانيين) يعترفون بتأثير جبهة اليمن في إسناد غزة على العدو الإسرائيلي واقتصاده.
وقال قائد حركة أنصار الله “جبهتنا في اليمن مستمرة وفاعلة ومؤثرة بالرغم من العدوان الأمريكي والبريطاني المساند للعدو الإسرائيلي”، مؤكداً أن العدوان الأمريكي البريطاني عدوان فاشل في تحقيق أهدافه باعتراف الأعداء أنفسهم.
وأفاد بأن الأعداء الأمريكيين والبريطانيين، اعترفوا بتأثير جبهة اليمن في إسناد غزة على العدو الإسرائيلي واقتصاده، وهم بعدوانهم على اليمن أدخلوا أنفسهم في ورطة واعترفوا بفشلهم في فرض استراتيجية ردع.
وقال إن “عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر وصل تأثيرها إلى منع حركة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والتي تكاد تصل إلى نقطة الصفر”، لافتاً إلى استمرار ارتفاع الأسعار في أسواق الكيان الإسرائيلي باطراد.
وأكد قائد أنصار الله أن “عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر حققت تحولاً استراتيجياً في واقع المنطقة، ولها تأثيرها الكبير في النفوذين الأمريكي والبريطاني”.
وشدد الحوثي على أن المعادلة التي كان أساسها “أن الأمريكي يُهدد والكل يتفرج انتهت”.
ولفت إلى أن “عمليات قواتنا المسلحة أدت، باعتراف العدو الإسرائيلي، إلى إغلاق شبه كامل لميناء أم الرشراش (إيلات)، كما توقفت كل سلاسل الإمدادات الغذائية للعدو، والتي كانت تمر من البحر الأحمر وباب المندب، بنسبة 70%.
وجدد الحوثي التأكيد على فشل الأمريكي والبريطاني على الصعيد العسكري بشكل تام عن حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وإصرار الأعداء على الاستمرار في الفشل يكبدهم تكاليف باهظة دون نجاح أو تأثير للحد من العمليات العسكرية اليمنية.
وأضاف أن “عملياتنا استهدفت هذا الأسبوع سفناً مرتبطة بالأمريكي وسفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والأعداء في خسران وورطة حقيقية، وهجماتهم لا جدوى منها وإنما لها تبعات وآثار سلبية عليهم”.
وأكد الحوثي أن الغارات على اليمن وصلت هذا الأسبوع إلى 40 غارة، إلا أنها لن تصل إلى غايتها، والحل الوحيد هو وقف العدوان على غزة أولاً.
وأضاف: “أكدنا للدول الأوروبية أنها ليست مستهدفة بالعمليات في البحر الأحمر، وأن الأمريكي والبريطاني فشلا، على الصعيد العسكري، بصورة تامة، في حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي”.
وقال الحوثي إن “الإسناد الأمريكي البريطاني للعدو الإسرائيلي يهدف إلى استمرار الأخير في ارتكاب جرائم الإبادة في غزة”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تحاول أن تورط سائر الدول معها من أجل خدمة العدو الإسرائيلي، محذراً الدول الأوروبية من الوقوع في الفخ الأمريكي.
وأكد أن فشل الأمريكي في استراتيجية توريط الآخرين سيكون جزءاً مهماً من فشله في اتجاهات متعددة.
وأشاد بالدول المطلة على البحر الأحمر التي لم تخضع للأمريكي وخطواته الشيطانية والتي لم تتورط مع الأمريكي في عدوانه على اليمن لإسناد “إسرائيل”، منوهاً بكل دول العالم التي لها صوت واضح يشهد بأن عمليات البحر الأحمر مرتبطة بالوضع في غزة.
وأثنى قائد حركة أنصار الله، على الدول التي رفضت استخدام الأمريكي لأراضيها للاعتداء على الشعب اليمني، موجهاً التحية للرئيس الجيبوتي الذي رفض استخدام بلده لشن غارات على اليمن وأعلن موقفه الصريح في دعم مظلومية الشعب الفلسطيني.
ويوم الثلاثاء، توجه قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي إلى دول العالم، قائلاً إن عبور سفنها في باب المندب آمن، إذ إن الاستهدافات تطال السفن الأمريكية والبريطانية، وتلك المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، مطمئناً إلى أنه “لن يكون هناك أي استهداف من جانبنا للكابلات البحرية، ومنها كابلات الإنترنت التي تصل إلى دول المنطقة”.