الجديد برس:
أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تستعد لإرسال شحنة أسلحة جديدة لـ”إسرائيل” تشمل القنابل، رغم مطالبتها بوقف إطلاق النار في غزة.
وكتبت الصحيفة: “إدارة بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى إلى إسرائيل لتحديث ترسانتها العسكرية، على الرغم من أن الولايات المتحدة تدعي سعيها إلى وقف إطلاق النار في غزة”.
ووفقاً للصحيفة، تعتزم الولايات المتحدة توريد أسلحة وذخائر بقيمة عشرات ملايين الدولارات.
وحسب الصحيفة، تعتزم السلطات الأمريكية تزويد “إسرائيل” بحوالي ألف قنبلة من طراز “إم كي-82″، بالإضافة إلى قنابل دقيقة التوجيه من طراز “كي إم يو-572”.
وأشارت الصحيفة إلى أن صفقة توريد الأسلحة لا تزال قيد الدراسة من قبل الإدارة الأمريكية، مؤكدة أنه يجب أن تتم الموافقة على الاتفاقية من قبل الكونغرس الأمريكي.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر الماضي، سارعت إدارة بايدن إلى تقديم الدعم العسكري لـ”إسرائيل”، حليفتها الرئيسية في المنطقة، وأكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية الأمريكية السنوية منذ عقود، وأرسلت حاملتي طائرات أمريكيتين إلى المنطقة، في محاولة لمنع تفاقم الصراع وحمايةً لكيان الاحتلال.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ترجيحه أن لا تشن “إسرائيل” عملية واسعة في رفح، مضيفاً أن المحادثات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق الأسرى مستمرة.
وفي التفاصيل، قال موقع “i24news” الإسرائيلي إن بايدن “يأمل بأن لا تقوم إسرائيل بعملية رفح، ولا يتوقع حدوث هذا”.
وشدّد على ضرورة أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل إخراج الأسرى، قائلاً: “نحن في وضع يوجد فيه رهائن أمريكيون، لا يوجد إسرائيليون فقط”، بحسب ما نقل الإعلام الإسرائيلي.
وأضاف بايدن: “آمل أن نتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن وأن نعيد الأمريكيين إلى وطنهم، ويجري التفاوض على الاتفاق وسنرى إلى أين سيقودنا”.
ورداً على سؤال عما إذا كانت “إسرائيل” قدمت للولايات المتحدة خطة لحماية المدنيين خلال العملية المخطط لها في رفح، قال بايدن، وفقاً للموقع الإسرائيلي، إن “المحادثات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين مستمرة وما زلت آمل نجاحها”.
وأكد أنه تواصل مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بشكل مكثف” في الأيام الأخيرة، وبحث ضرورة التوصل إلى هدنة مؤقتة للإفراج عن الأسرى.
ويوم أمس، بحث بايدن ونتنياهو، “العملية العسكرية” المحتملة في رفح، وفق ما أفاد البيت البيض. وخلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما، أكد بايدن لنتنياهو أن “العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم من دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم المدنيين هناك”.
لا مخطط أمريكياً لمعاقبة “إسرائيل” إذا اجتاحت رفح.. وشحنات الأسلحة مستمرة
ولكن وفي سياق متصل، نفى مسؤولون أمريكيون منذ أيام أن تكون لدى إدارة الرئيس الأمريكي خطط لأي خطوات عقابية تجاه “إسرائيل” في حال مضت قدماً بعدوانها على رفح، ما يعني أن القوات الإسرائيلية يمكن أن تدخل رفح وتلحق الضرر بالمدنيين من دون مواجهة العواقب الأمريكية.
ويأتي ذلك في وقت، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الولايات المتحدة أرسلت شحنة قنابل وصواريخ مستعجلة إلى “إسرائيل” من أجل الهجوم على رفح.
وينتقد صحافيون فلسطينيون متابعون للحرب بشكل واسع ومتزايد “ازدواجية المعايير” لدى الإدارة الأمريكية، التي تدعم “إسرائيل” وتمدها بالسلاح والعتاد من أجل استمرار حربها من جهة، وفي الوقت نفسه تخرج تصريحات مناهضة لعملية رفح وتدعو إلى التقليل من الخسائر المدنية من جهة أخرى.
دعوات لفرض “حظر أسلحة” على إسرائيل
في سياق متصل، دعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور، إلى فرض “حظر أسلحة” على إسرائيل، بسبب هجماتها في قطاع غزة، لافتة إلى أن في غزة شعباً منهكاً ومحاصراً وعاجزاً.
لولور قالت: “مروع أن يُطلب من سكان غزة أن يغيروا أماكنهم مراراً وتكراراً ويذهبوا إلى أماكن آمنة، وهذا انتهى في مدينة رفح، والآن يُطلب منهم الذهاب إلى مكان آخر وليس لديهم مكان يذهبون إليه، فنصف سكان القطاع في رفح الآن”.
كما أضافت: “يجب أن يفرض حظر سلاح (على إسرائيل)، وفي رأيي يجب على أي دولة تعمل على تأجيج هذا الصراع، من خلال تزويد إسرائيل بالأسلحة، أن تتوقف عن ذلك، لأن إسرائيل لا تتصرف بمنطقية حالياً أبداً، كما أن إسرائيل تعتبر قوة احتلال (في غزة)، ولا ينبغي لها أن تشن حرباً على الأراضي المحتلة، لكنها تفعل ذلك”.
وأشارت لولور إلى أن العالم يدرك ما يحدث في غزة، إلا أن الدول لا تستطيع أو لا تريد إيقافه.
وأكدت أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) هي المنظمة الوحيدة التي تخدم سكان غزة والمدارس والمستشفيات هناك.
ويأتي هذا على وقع حرب مدمرة يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي غير مشروط منذ منذ 7 أكتوبر على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.